العلم [ . . .] ، لا يزال يُسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير ، يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ، ويعيبون على العلماء بالتكليف . . .» الخبر ، إلى أن قال عليهالسلام :
«تركهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله على البيضاء ليلها من نهارها ، لم يظهر فيهم بدعة ولم يبدّل فيهم سنّة ، لا خلاف عندهم ولا اختلاف ، فلمّا غشي الناس ظلمة خطاياهم صاروا إمامين : داعٍ إلى اللّه ، وداعٍ إلى النار ، فعند ذلك نطق الشيطان فعلا صوته على لسانه أوليائه وكثر خيله ورجله ، وشارك في المال والولد من أشركه ، فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنّة ، ونطق أولياء اللّه بالحجّة ، وأخذوا بالكتاب والحكمة ، فتفرّق من ذلك اليوم أهل الحقّ وأهل الباطل . . .» (١) ، الخبر .
وقال عليهالسلام في حديثٍ آخَر : «إنّ اللّه عزوجل جعل في كلٍّ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون (من ضلّ) (٢) إلى الهدى ويصبرون معهم على الأذى ، يجيبون داعي اللّه ، ويدعون إلى اللّه فأبصروهم رَحمكم اللّه فإنّهم في منزلة رفيعة وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة ، إنّهم يحيون بكتاب اللّه الموتى ، ويبصرون بنور اللّه من العمى ، كم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من تائه ضالّ قد هدوه ، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد ، ما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار العباد عليهم» (٣)
وقال عليهالسلام في حديثٍ آخَر في قوله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
__________________
(١) الكافي ٨ : ٥٢ / ١٦ (رسالة أبي جعفر عليهالسلام إلى سعد الخير) ، بحار الأنوار ٧٨ : ٣٥٨ / ٢ .
(٢) لم ترد في «م» .
(٣) الكافي ٨ : ٥٦ / ١٧ (رسالة أبي جعفر عليهالسلام إلى سعد الخير) ، بحار الأنوار ٧٨ : ٣٦٢ / ٣ .