ويوضّح حقّيّة (١) مضمونها من محكمات الآيات والروايات الموافقة لها ، ونقلت معظم تلك الروايات من كتب القوم ؛ ليكون أتمّ في الحجّة عليهم ، ولوجوه (٢) اُخرى أيضاً .
وقد شفعت بعض ذلك بشيء من المقدّمات العقليّة من البراهين القطعية والمسلّمات اليقينيّة ، وبيّنت كثيراً من مكالمات الفريقين في تحقيق ما ذكروه من أدلّة الطرفين ، بحيث تبيّن الرشد من الغيّ والزين من الشين ، واندفع كثير من الشبه والشكوك ، بحيث ارتفع المين من البين ، وسمّيته بـ : «ضياء العالمين» ، راجياً من فضل اللّه العظيم أن يجعله كاسمه في النشأتين هادياً لمن أراد متابعة من اختاره اللّه من المصطفين ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، موجباً لثوابه العظيم .
وقد بذلت جهدي ـ مهما أمكنني في كلّ مقام ـ أن يكون في الوضوح بحيث ينتفع منه الخاصّ والعامّ ، ويحكم بصحّته كلّ منصف متّصف بكون قصده تحقيق الحقّ لا محض الجدال والإلزام .
وقد انتظم تمام الكلام من المبدأ إلى الختام في ضمن بيان فاتحة ومقدّمة ، ومقصدين ، وخاتمة ، وختام فيه تمام الكلام ، مع اشتمال بعض منها على مقالات ، وبعض منها (٣) على أبواب وفصول ، بل على مباحث ومطالب بل على غيرها أيضاً من متمّمات الكلام .
__________________
(١) في «ن» : حقيقة .
(٢) منها : أنّ نقل المدّعي ما ينفع خصمه قرينة صدقه فيما نقله ، كما تحكم به العادة بديهة .
ومنها : أنّ المقصود ما يوافق كتاب اللّه من أيّ جهة جاء .
ومنها : أنّ نقلهم ما يوافق الإماميّة ومنقولاتهم يجعل المنقول من المتّفق عليه بين الفريقين ، بل يدلّ على أنّ نقل خلاف ذلك ممّا فيه ما فيه ، فافهم . منه ، رحمهالله .
(٣) في «ش» زيادة : (حتّى بعض المقالات أيضاً) .