والحائض ، والنفساء ،
______________________________________________________
والأصح قبول توبته باطنا كما سيجيء بيانه.
قال في المعتبر : ولو عقد الصوم مسلما ثم ارتد ثم عاد لم يفسد صومه ، وقال الشافعي : يفسد في أحد قوليه ، لقوله تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) (١) وقلنا : شرط الإحباط أن يموت على الشرك (٢). هذا كلامه رحمهالله ، وما ذكره من عدم بطلان الصوم بالارتداد مذهب الشيخ (٣) وابن إدريس (٤) وجماعة.
وقطع العلامة في جملة من كتبه (٥) ، والشهيد في الدروس بأن ذلك مفسد للصوم (٦) ، لأن الإسلام شرط وقد فات فيفوت مشروطه ، ويلزم من فساد الجزء فساد الكل ، لأن الصوم عبادة واحدة لا تقبل التجزي ، ولا يخلو من قوة.
قوله : ( والحائض والنفساء ).
هذا موضع وفاق بين العلماء ، ويدل عليه روايات ، منها ما رواه الشيخ في الحسن ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « الحائض ليس عليها أن تقضي الصلاة ، وعليها أن تقضي صوم شهر رمضان » (٧).
__________________
(١) الزمر : ٦٥.
(٢) المعتبر ٢ : ٦٩٧.
(٣) المبسوط ١ : ٢٦٦.
(٤) السرائر : ٨٢.
(٥) المنتهى ٢ : ٥٨٠ ، والمختلف : ٢٢٩.
(٦) الدروس : ٧١.
(٧) التهذيب ١ : ١٦٠ ـ ٤٥٩ ، الوسائل ٢ : ٥٨٩ أبواب الحيض ب ٤١ ح ٢.