وكذا قيل : تجزي نيّة واحدة لصيام الشهر كلّه.
______________________________________________________
الشهيد في البيان : ولو ذكر عند دخول الشهر لم يجز العزم السابق قولا واحدا (١).
وهذا التفصيل من مضعفات هذا القول ، فإن المقارنة إن لم تكن معتبرة وجب الاكتفاء بالعزم السابق مطلقا ، وإن كانت معتبرة لم يكن معتدا به كذلك ، فالتفصيل لا وجه له.
قوله : ( وكذا قيل : تجزي نية واحدة لصيام الشهر كله ).
القائل بذلك الشيخ (٢) ، والمرتضى (٣) ، وأبو الصلاح (٤) ، وسلار (٥) ، وابن إدريس (٦) ، وغيرهم ، قال المرتضى ـ رضياللهعنه ـ في المسائل الرسية : تغني النية الواحدة في ابتداء شهر رمضان عن تجديدها في كل ليلة ، وهو المذهب الصحيح الذي عليه إجماع الإمامية ، ولا خلاف بينهم فيه ، ولا رووا خلافه.
ثم اعترض نفسه بأنه كيف تجزي النية في جميع الشهر وهي متقدمة في أول ليلة منه.
وأجاب بأنها تؤثر في الشهر كله كما تؤثر في اليوم كله وإن وقعت في ابتدائه ، ولو اشترط في تروك الأفعال في زمان الصوم مقارنة النية لها لوجب تجديد النية في كل حال من زمان كل يوم من شهر رمضان ، لأنه في هذه الأحوال كلها تارك لما يوجب كونه مفطرا ، وقد علمنا أن استمرار النية طول النهار غير واجب ، وأن النية قبل طلوع الفجر كافية مؤثرة في كون تروكه
__________________
(١) البيان : ٢٢٧.
(٢) النهاية : ١٥١ ، والمبسوط ١ : ٢٧٦ ، والاقتصاد : ٢٨٧.
(٣) الانتصار : ٦١.
(٤) الكافي في الفقه : ١٨١.
(٥) المراسم : ٩٦.
(٦) السرائر : ٨٤.