فهي إما ركن فيه وإما شرط في صحته ، وهي بالشرط أشبه.
______________________________________________________
الغبار ، سمي الشهر بذلك لأنه يطهر الأبدان عن أوضار الأوزار (١). وقيل من الرمض ، يعني شدة الحر من وقع الشمس (٢).
وقال الزمخشري في الكشاف : الرمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء ، سمي بذلك إما لارتماضهم فيه من حر الجوع ، كما سموه ناتقا ، لأنه كان ينتقهم ، أي يزعجهم بشدته عليهم ، أو لأن الذنوب ترمض فيه ، أي تحترق (٣).
وقيل إنما سمي بذلك لأن الجاهلية كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ليقضوا منها أوطارهم في شوال قبل دخول الأشهر الحرام (٤).
وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسميت بذلك (٥).
قوله : ( فهي إما ركن فيه وإما شرط في صحته ، وهي بالشرط أشبه ).
المراد بالركن : الجزء الأقوى الذي تلتئم منه الماهية ، وبالشرط : الأمر الخارج الذي يلزم من عدمه عدم المشروط.
ولا ريب أن النية بالشرط أشبه كما ذكره المصنف رحمهالله ، لأن المتبادر من معنى الصوم في اللغة والشرع أنه الإمساك مطلقا ، أو الإمساك المخصوص ، فتكون النية خارجة عن حقيقته ، ولأن النية تتعلق بالصوم فلا
__________________
(١) حكاه عنه في التفسير الكبير ٥ : ٩١ ولم يذكره في كتاب العين بل قال : الرمضان : شهر الصوم ـ راجع العين ٧ : ٣٩.
(٢) حكاه في التفسير الكبير ٥ : ٩١.
(٣) الكشاف ١ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧.
(٤) حكاه عن ابن السكّيت في الجامع لأحكام القرآن ٢ : ٢٩١.
(٥) قال به الفيروزآبادي في القاموس المحيط ٢ : ٣٤٥ ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٢ : ٢٩١.