علينا رجوماً ، وماءه أجاجاً ، ونباته رماداً رمداداً (١٤) .
اللهم إنا نعوذ بك من الشرك وهواديه (١٥) ، والظلم ودواهيه ، والفقر ودواعيه ، يا معطي الخيرات من أماكنها ، ومرسل البركات من معادنها ، منك الغيث المغيث ، وأنت الغياث المستغاث ، ونحن الخاطئون من أهل الذنوب ، وأنت المستغفَر الغفار ، نستغفرك للجهالات من ذنوبنا ، ونتوب إليك من عوام خطايانا .
اللهم فارسل علينا ديمة مدراراً ، واسقنا الغيث واكفاً مغزاراً ، غيثاً واسعاً ، وبركة من الوابل نافعة ، يدافع الودق بالودق دفاعاً ، ويتلو القطر منه القطر ، غير خلّب برقه ، ولا مكذب رعده ، ولا عاصفة جنائبه ، بل ريّا يغصّ بالري ربابه ، وفاض فانصاع به سحابه ، وجرى اثار هيدبه (١٦) جنابه ، سقياً منك محيية مرويّة ، محفلة متصلة ، زاكياً نبتها ، نامياً زرعها ، ناضراً عودها ، ممرعة آثارها ، جارية بالخصب والخير على أهلها ، تنعش بها الضعيف من عبادك ، وتحيي بها الميت من بلادك ، وتنعم بها المبسوط من رزقك ، وتخرج بها المخزون من رحمتك ، وتعم بها من نأى من خلقك ، حتى يخصب (١٧) لا مراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون ، وتترع بالقيعان غدرانها ، وتورع (١٨) ذرى الآكام رجواتها ، ويدهام بذرى الآكام شجرها ،
__________________________
(١٤) وفي نسخة : رمدداً ، منه ( قدّه ) .
(١٥) هوادي : جمع هادٍ ، وهو متقدَّم كل شيء ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٥٦ ) .
(١٦) الهيدب : السحاب الذي يدنوا ويتدلّى ( لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠ ) .
(١٧) في المصدر : يخضب .
(١٨) فيه وفي البحار : وتورق .