وحُميد الشهيد. أمّا ما رواه الخوارزمي مسنداً فهو مختصر لما مرّ في روايتي الزبير وحُميد ، وليس عنده من مزيد ، سوى ذكره ستة أبيات نسبها للفضل بن العباس ، وقد تقدم منها أربعة أبيات بتفاوت يسير منسوبة إلى عبد الله بن عباس كما في رواية حُميد الشهيد ، ولعل الّذي يؤكد أنّها له تصريح الزمخشري في ربيع الأبرار قال : « عبد الله بن عباس في موت الحسن :
أصبح اليوم ابن هند آمناً |
|
ظاهر النخوة إذ مات الحسن |
ارتع اليوم ابن هند قامصاً |
|
إنّما يقمص بالعير السَمَن » (١) |
وجميع ما مرّ من النصوص دل على حضور ابن عباس بالشام حين أتى نعي الحسن ( عليه السلام ) إلى معاوية ، وانّه فاجأ ابن عباس بالخبر ، ولمّا كنا قد ذكرنا ما رواه الشيخ الطوسي وغيره بأسانيدهم من حضوره بالمدينة عند الوفاة ومشاركته في التجهيز إلى آخر ما مرّ ، فأربك ذلك غير واحد ممّن ذكر ابن عباس في تلك الفترة أصالة أو تبعاً ، لظهور التعارض بين الحضورين وتعذر الجمع عندهم ، خصوصاً وقد رأوا مثل الإربلي ذكر الإشكال عليه ولم يحلّ عقال ، أمّا غيره كالشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ـ من رجال القرن السابع (٢) فقد ذكر في كتابه الدر النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم في باب وفاة الحسن ( عليه السلام ) : « أنّ الداخل على معاوية والمحاور له في تلك الواقعة هو قثم بن العباس لا عبد الله ، وعنده بهذا يحلّ الإشكال ، لكن هذا غير مستقيم لتصريح ابن قتيبة من أصحاب النصوص بأن المحاور كان عبد الله مصرحاً باسمه ، فضلاً عن الآخرين الّذين
____________________
(١) ربيع الأبرار باب الموت وما يتصل به ٤ / ١٩٧ ط أوقاف بغداد.
(٢) هو تلميذ المحقق الحلي ( ت ٦٧٦ هـ ) ومجاز من السيّد رضي الدين ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ).