يسمون معاوية وأمثاله من الّذين أسلموا بآخرة ومن الّذين عفا النبيّ عنهم بعد الفتح بالطلقاء لقول النبيّ لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء » (١).
٨ ـ قال عباس محمود العقاد في كتابه معاوية في الميزان : « فليس أضل ضلالاً ولا أجهل جهلاً من المؤرخين الّذين سمّوا سنة ( احدى وأربعين هجرية ) بعام الجماعة ، لأنّها السنة الّتي استأثر فيها معاوية بالخلافة ، فلم يشاركه أحد فيها ، لأنّ صدر الإسلام لم يعرف سنة تفرّقت فيها الأمة كما تفرّقت في تلك السنة ، ووقع فيها الشتات بين كلّ فئة من فئاتها كما وقع فيها ، إذ كانت خطة معاوية في الأمن والتأمين قائمة على فكرة واحدة وهي التفرقة بين الجميع » (٢).
وقال أيضاً : « فلو أنّه استطاع أن يجعل من كلّ رجل في دولته حزباً منابذاً لغيره من رجال الدولة كافة لفعل ولو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح لما وصفه بغير مفرّق الجماعات » (٣).
وأحسب أنّ القارئ كيف ما كان رأيه في معاوية له أو عليه ، فقد تبيّن له صحة ما مرّ في العنوان من غروب شمس الخلافة وبدء عهد الملك العضوض ، كما أحسبه آمن بصدق أقوال الجاحظ ومن تلاه فيما مرّ ، وخرج بنتيجة أنّ معاوية قد استيقظت فيه عقدة النقص الّتي أورثها إياه الكفر حين ظهر أمر الله ولو كره الكافرون ، وقد تبدّت حين انغضت برأسها يوم تولى عثمان وسمع أباه
____________________
(١) الفتنة الكبرى ٢ / ١٥ ط دار المعارف.
(٢) موسوعة العقاد ( معاوية في الميزان ) ٣ / ٦٦٣.
(٣) نفس المصدر / ٥٨٥.
وراجع في تصديق ذلك إغراؤه بين مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وبين سعيد ابن العاص بن أمية في المصادر التالية : أنساب الأشراف للبلاذري ١ق٤ / ٣٣ تح ـ احسان عباس وفي الهامش تجد ذكر الطبري وتذكرة ابن حمدون وابن عساكر وابن كثير والبيان للجاحظ وكامل المبرد وعيون الأخبار لابن قتيبة وربيع الأبرار والعقد الفريد ومروج الذهب واليعقوبي والتاج للجاحظ.