فسأل عنهما ، فقيل : معاوية وعمرو بن العاص ، فقال : ( اللّهمّ أركسهما في الفتنة رَكساً ودعّهما إلى النار دعّا ) » (١). وهذا الحديث صريح في ذمّهما ولعنهما والدعاء عليهما وبالتالي فهما من أهل النار ، لأنّ دعاءه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مستجاب.
وقد أقلق هذا الحديث علماء التبرير ، ولهم حوله غمغمة وجعجعة من غير طحين ، فقد رواه غير ابن عباس جماعة منهم :
١ ـ أبو برزة الاسلمي وحديثه في مسند أحمد (٢) ، ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين (٣) ، إلاّ أنّ الأوّل تستر على الاسمين بينما الثاني صرح بهما ، وفي مجمع الزوائد قال : رواه أحمد والبزار ، وأبو يعلى بنحوه ولم يخفى محاولته التستر على الرجلين ، فلم يصرّح باسميهما وقال : فلان وفلان (٤).
٢ ـ المطلب بن ربيعة وحديثه رواه الطبراني في الأوسط وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥) ، وخدشه سنداً ولا ضير فله شواهد.
٣ ـ صالح شقران مولى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فقد روى حديثه ابن قانع في معجمه ـ كما في لئالي السيوطي (٦) بسنده عن سيف بن عمر ـ الكذّاب الوضّاع المتهم بالزندقة ـ ومع ذلك فقد تهلل وجه الراوي ـ السيوطي ـ لأنّ روايته كشفت الغمة
____________________
(١) المعجم الكبير ١١ / ٣٢ برقم ١٠٩٧٠ ط الموصل.
(٢) مسند أحمد ٤ / ٤٢١ ط الأولى.
(٣) كتاب صفين / ٢٤٦ ط مصر سنة ١٣٦٥ وقد عيّنا سنة الطبع ومكانه ، لأن يد الخيانة في طبعة بيروت بالمطبعة العباسية سنة ١٣٤٠ حذفت هذا وما قبله وما بعده ما يقابل صفحتين ونصف ضمّت ستة أخبار في ذم معاوية كما أسقطوا الأسانيد في الكتاب ، وما درى الأغبياء ان ذلك لا يعني اخفاء الحقّ عن الباحثين ، فله مصادر أخرى لم تنلها أيديهم ، كما له شواهد ذكرناها في المتن.
(٤) مجمع الزوائد ٨ / ١٢١.
(٥) نفس المصدر.
(٦) اللئالي المصنوعة للسيوطي ١ / ٢٢٢ ط مصر الأولى سنة ١٣١٧.