٤ ـ قال الآبي ألوشتابي المالكي : « هذا الّذي ذكره أبو زميل عن ابن عباس أنّه زوّجه إياها بعد إسلامه غريب جداً عند أهل السير ، فإنّ المعروف أنّه إنّما تزوّجها قبل الفتح ... » (١).
٥ ـ قال السنوسي الحسني نقلاً عن القرطبي في المفهم في شرح صحيح مسلم : « المتفق عليه عند أهل التاريخ أنّه إنّما تزوجها قبل الفتح وقبل إسلام أبيها ، وأنّ أبا سفيان قدم قبل الفتح طالباً تجديد العهد بينه وبين رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وانّه دخل بيت أم حبيبة ابنته فأراد أن يجلس على بساط رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فنزعته من تحته وقالت : إنّه بساط رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنت مشرك ، فقال : أي بنية قد أصابك بعدي شرّ ، ثمّ طلب من عليّ وفاطمة وغيرهما أن يكلموا النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فأبوا فرجع إلى مكة غير حاصل له ما قصد ، وهذا كلّه معلوم لا شك فيه.
ثمّ ذكر حديث التزويج وختم كلامه بقوله : فيكون ما وقع في هذا الحديث من طلب أبي سفيان أن يزوّجها منه بعد إسلامه خطأ ووهماً ، وقد بحث النقّاد عمن وقع ذلك الوهم منه فوجدوه وقع من عكرمة بن عمار ، وقد ضعّف أحاديثه يحيى بن سعيد وابن حنبل ، ولذلك لم يخرّج عنه البخاري. وإنّما خرّج عنه مسلم ، لأنّه قد قال فيه يحيى بن سعيد هو ثقة.
قال بعضهم : وممّا يحقق الوهم فيه قول أبي سفيان : أريد أن تؤمرني فقال : نعم ، ولم يسمع قط أنّه أمّره إلى أن توفي. وكيف يخلف رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الوعد ، هذا ممّا لا يجوز عليه » (٢).
____________________
(١) إكمال إكمال المعلم ٦ / ٣٤.
(٢) مكمل إكمال الإكمال بهامش سابقه ط دار الكتب العلمية ، وقد ذكر الآبي عين ما ذكره الحسني عن القرطبي فراجع.