بني هاشم من غير آل أبي طالب : الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، والعباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب ، وبضع وتسعون رجلاً من سائر قريش ، ومثلهم من الأنصار ، وأربعة آلاف من سائر الناس ممّن أدركه الإحصاء دون من لم يعرف » (١).
ومن أعجب العجب بعد ما مرّ ذكره وغيره من جرائم جيش الأمويين في المدينة المنوّرة ، نقرأ موقفاً عن ابن عمر ، متهالكاً في طاعتهم ، يرويه البخاري في صحيحه في ( باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج خلافه ) من كتاب التوحيد ، بسنده عن نافع ، قال : « لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية ، جمع ابن عمر حشمه وولده ، فقال : إنّي سمعت النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول : ( ينصب لكلّ غادر لواء يوم القيامة ) ، وإّنا قد أيدنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإنّي لا أعلم غدراً أعظم
____________________
فقال : لا والله لا أذهب معه يا أمّه هو والله قاتلي. قالت : فقلت أترى عمك يقتلك؟ لا ، إذهب معه ، قالت : قال لا والله يا أمه لا أذهب معه هو والله قاتلي. قالت : وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده قالت : فلم أزل أترفق به وأسكّنه حتى سكن.
قالت : ثمّ قال لي بسر إدفعيه إلي فأنا خير له ، قالت : فقلت اذهب مع عمك ، قالت فقام فذهب معه. قالت : فلمّا خرج من باب الدار قال للغلام امشي بين يدي ، قالت فإذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه وبين ثيابه ، قالت فلمّا ظهر إلى السكّة رفع بسر ثيابه عن عاتقه وشهر عليه السيف من خلفه ثمّ علاه من خلفه ، فلم يزل يضربه به حتى يرد ، قالت : فجاءتني الصيحة ادركي ابنك فقد قطّع ، قالت فقمت أتعثر في ثيابي ما معي عقلي.
قالت : فإذا جماعة قد أطافوا به فإذا هو قتيل قد قُطّع.
قالت : فألقيت نفسي عليه وأمرت به فحُمل.
قالت : فجعلت على نفسي من يومئذ لله أن لا أستتر من أحد ، لأن بُسراً هو أوّل من هتك ستري وأخرجني للناس فالله حسيبه.
أقول : والخبر رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠ / ١٣ ـ ١٤.
(١) مروج الذهب ٣ / ٧٩ تح ـ محمّد محي الدين عبد الحميد.