الثاني : العداوة والبغضاء وهي أشد أسبابه.
الثالث : حب الرآسة وطلب المال والجاه والتفرّد بالثناء.
الرابع : الخوف من فوت المقاصد ، وهو يختص بالمتزاحمين المتنافسين في بلوغ غاية واحدة.
الخامس : التعزز بأن يثقل عليه أن يترفع عليه بعض أقرانه.
السادس : التكبر على الناس لأنّ طبعه يميل إلى الترفّع على بعض الناس فإذا أصابت النعمة ذلك البعض حسده.
السابع : التعجب بأن يكون المحسود في نظر الحاسد أقل شأناً منه ، فإذا علا نجمه حسده وتعجب من فوزه كحسد الأمم لانبيائهم.
وقد تجتمع كلّ هذه الأسباب أو أكثرها في شخص واحد ، فيعظم لذلك حسده ويمكن إرجاع بعض هذه الأسباب وتداخلها مع بعضها فيكون أهمها ثلاثة :
الأوّل : بغض المحسود فيأسى عليه الحاسد بفضيلة تظهر أو منقبة تشكر ، فيثير حسداً قد خامر بُغضاً ، وهذا النوع لا يكون عاماً وإن كان أضرّها ، لأنّه ليس يبغض كلّ الناس.
الثاني : أن تتجدد له نعمة أو يوفّق لعمل يُكسِبه حمداً يتفوّق به على الأقران ، فيثير ذلك حسد الحاسدين ، ولولا ما تجدد له لم يصبه الحسد ، وهذا أخص ممّا سبق إذ لا يكون إلاّ فيما بين الأقران.
الثالث : وهو أخبثها أن يكون الحاسد بخيلاً لا بما في يديه ، بل يشح حتى بالفضائل والنعم الّتي أنعم الله بها على عباده ، فهو ساخط على الله تعالى وعدو لنعمه ، وهذا أشد أنواع البخل وأخبث أنواع الحسد ، لأنّ البخيل يمنعك ما في