١٢٥ ) في تفسير قوله تعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (١) ، وبشرح فتح الباري لابن حجر (٢) ، وبشرح إرشاد الساري للقسطلاني (٣) ، فقد روى في هذا الباب أربعة أحاديث (٤) ، ثلاث منها هي على الصحيح أخبار وليست بأحاديث لأنّها ليست مرفوعة نسوقها إلى القاريء كما هي قال :
١ ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد حدّثنا حَبّان حدثّنا همّام حدّثنا ثابت حدّثنا أنس قال : حدّثني أبو بكر ( رضي الله عنه ) قال : كنت مع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في الغار فرأيت آثار المشركين ، قلت : يا رسول الله لو أنّ أحدهم رفع قدمه رآنا قال : ما ظنّك باثنين الله ثالثهما.
٢ ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد (٥) حدّثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) أنّه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير ، قلت أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده أبو بكر وجدته صفية. فقلت لسفيان إسناده؟ فقال : حدّثنا ، فشغله إنسان ولم يقل ابن جريج (٦).
____________________
(١) التوبة / ٤٠.
(٢) فتح الباري ٩ / ٣٩٥ ـ ٣٩٩ ط مصطفى محمّد وأولاده بمصر سنة ١٣٧٨ هـ.
(٣) إرشاد الساري ٧ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ط أفست دار الكتاب العربي بيروت.
(٤) صحيح البخاري ( كتاب التفسير ٥٨ باب ١٢٥ ) ٦ / ٦٦ ـ ٦٧ ط بولاق.
(٥) كان يحيى بن معين سيء الرأي فيه هدى الساري ٢ / ١٨١.
(٦) لقد روى خبر ابن أبي مليكة مسلم في صحيحه كما في هدى الساري لابن حجر ٢ / ٧٠ ط مصطفى البابي الحلبي ، والمقريزي في كتابه المقفى ( ٤ / ٥٠٤ ـ ٥٠٥ ط دار الغرب الإسلامي ) كما رواه غيره وجميعهم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة. ولم يحدث بذلك غيره وكأنه لم يسمعه غيره من ابن عباس إذ لم يحضره من أولاده ومواليه وزائريه أحد؟ وكأنه كان معه في خلوة خاصة بابن أبي مليكة ، فهل يعقل ذلك؟ إن هذا الا اختلاق.