ورواه المقريزي في كتابه المقفى الكبير (١).
٥ ـ أخرج الكشي في معرفة الناقلين ، قال : « حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن سلام بن سعيد عن عبد الله بن عبد ياليل ( ثاليل / خ ) ـ رجل من أهل الطائف ـ قال : أتينا ابن عباس ( رحمة الله عليهما ) نعوده في مرضه الّذي مات فيه ، قال : فأغمي عليه في البيت فأخرج إلى صحن الدار. قال : فأفاق فقال : إنّ خليلي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال : إنّي سأهجر هجرتين ، وإنّي سأخرج من هجرتي ، فهاجرت هجرة مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وهجرة مع عليّ ( عليه السلام ) ، وإنّي سأعمى فعميت ، وإنّي سأغرق ، فأصابني حكة فطرحني أهل في البحر فغفلوا عني فغرقت ثمّ استخرجوني بعد.
وأمرني أن أبرأ من خمسة من الناكثين وهم أصحاب الجمل ، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام ، ومن الخوارج وهم أهل النهروان ، ومن القدرية وهم الّذين ضاهوا النصارى في دينهم فقالوا : لا قدر ، ومن المرجئة الّذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا : الله أعلم » (٢).
وسيأتي عنه بعض الأخبار الغيبية ممّا قد يرتاب فيها المبطلون ، لكنّا لا نشك في إنّها من عين صافية وهو صادق أمين ، وفي هذا الخبر الآنف الذكر دليل على صحة ما نراه.
٦ ـ إنّ بداية هجرته الآخرة إلى الطائف كانت فيما أحسب بعد مقتل المختار الّذي هو في ١٤ رمضان سنة ٦٧ هـ ، وقد مرّ بنا شماتة ابن الزبير به حين
____________________
(١) المقفى الكبير ٤ / ٥٠١ ط دار الغرب الإسلامي بيروت.
(٢) معرفة الناقلين كما في اختياره للشيخ الطوسي / ٣٨ ط بمبئ و ٥٦ بتحـ حسن المصطفوي ط دار مشكاة مشهد.