الحسن والحسين ، ومن صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة ، ومنا مهدي هذه الأمة ) فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي : يا بن عم رسول الله فهلاّ كنت تعرفنا قبل هذا؟
فقال : قد والله أدّيت ما سمعت ، ونصحت لكم ولكنكم لا تحبّون الناصحين. ثمّ قال :
أتقوا الله عباد الله تقاة من اعتبر بهذا ، واتقى في وجل ، وكمش في مهل ، ورغب في طلب ، ورهب في هرب ، واعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم ، وتمسكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيكم ، فإني سمعته ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول : ( من تمسك بعترتي كان من الفائزين ).
ثمّ بكى بكاءً شديداً ، فقال له القوم : أتبكي ومكانك من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكانك؟
فقال لي : يا عطاء إنما أبكي لخصلتين : هول المطّلع وفراق الأحبّة. ثمّ تفرّق القوم ... » (١).
٤ ـ روى الذهبي عن عكرمة : « إنّ الناس من أهل الطائف ومعهم علم من علمه أو قال كتب من كتبه ، فجعلوا يستقرؤونه ، وجعل يقدّم ويؤخّر ، فلمّا رأى ذلك قال : إنّي قد تلهت من مصيبتي هذه ، فمن كان عنده علم من علمي ، فليقرأ عليَّ ، فإنّ إقراري له كقراءتي عليه. قال : فقرأوا عليه » (٢).
تلهت : تحيرت ، والأصل : ولهت كما قيل في وجاه تجاه.
____________________
(١) كفاية الأثر ( باب ما جاء عن عبد الله بن عباس ) ط حجرية و ٢٠ ط محققة إيران.
(٢) أنساب الأشراف ترجمة ابن عباس بخطي برقم / ٥٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٥٤ ط دار الفكر.
تلهت : تحيرت ، والأصل : ولهت كما قيل في وجاه تجاه.