قال عطاء : فقال لي : يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار ، فأخذنا بيده أنا وسعيد ، وحملناه إلى صحن الدار ، ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال : « اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بمحمّد وآله ، اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بولاية الشيخ عليّ بن أبي طالب » فما زال يكررها حتى وقع إلى الأرض ، فصبرنا عليه ساعة ، ثمّ أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله عليه ».
ولنقرأ الخبر ثانية برواية عبد الله بن عبد ياليل ( ثاليل ) كما في رواية الكشي : « قال : اللّهمّ إنّي أحيى على ما حيي به عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأموت على ما مات عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ مات ».
ومرة ثالثة برواية أبي صالح كما رواها أحمد بن حنبل قال : « لمّا حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال : اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب ».
هذه ثلاث روايات عن ثلاثة ممّن حضروا ساعة الوفاة ، وكلّهم اتفقوا على رواية تقرّبه إلى الله تعالى بولاية عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأيّ خاتمة أحسن من هذه الخاتمة : حبر الأمة يتقرب إلى الله سبحانه بولاية الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليثقّل بها ميزانه ، فهو في آخر رمق من حياته يدعو مبتهلاً إلى الله تعالى أن يجعل الولاية أفضل قرباه إليه ، مستودعاً لها عنده لتكون من وسائل فوزه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
ولقد مرّ عنه أيضاً عندما بلغه خبر استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقال : « اللّهمّ إنّي أشهدك أنّي لعليّ بن أبي طالب ولولده وليّ ، ومن عدوه وعدوهم بريء ، وإنّي سلم لأمرهم. كيف لا وقد أوصاه بذلك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) » (١) ، وأوصاه بذلك أبوه العباس (٢).
____________________
(١) كما مر في الجزء الأوّل.
(٢) كما مر في الجزء الأوّل.