وقال المبرّد في الكامل : « بعد أن ذكر ولادته وتهنئة الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أباه به وتسميته وكنيته وتغيير معاوية لها قال : وكان عليّ سيّداً شريفاً بليغاً ، وكان له خمسمائة أصل زيتون يصلي في كلّ يوم إلى كلّ أصل ركعتين فكان يدعى ذا الثفنات ».
ثمّ قال : « وضرب بالسوط مرتين ، كلتاهما ضربه الوليد ، احداهما في تزوجه لبابة (١) بنت عبد الله بن جعفر وكانت عند عبد الملك فعضّ تفاحة ثمّ رمى بها إليها ـ وكان أبخر ـ فدعت بسكين فقال : ما تصنعين به؟ قالت : أميط عنها الأذى ، فطلقها فتزوجها عليّ بن عبد الله فضربه الوليد ، وقال : إنما تتزوج بأمهات الخلفاء لتضع منها ، لأن مروان بن الحكم تزوج أم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه.
فقال عليّ بن عبد الله : إنّما أرادت الخروج من هذه البلدة ، وانا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها مخرجاً ( محرماً ظ ) » (٢).
وأمّا ضربه إياه في المرة الثانية فإنّا نرويه من غير وجه ، ومن أتمّ ذلك ما حدّثنيه أبو عبد الله محمّد بن شجاع البلخي في اسناد له متصل لستُ أحفظه يقول في آخر ذلك الإسناد : « رأيت عليّاً مضروباً بالسوط يُدار به على بعير ، ووجهه ممّا يلي ذنب البعير وصائح يصيح عليه : هذا عليّ بن عبد الله الكذاب. قال فأتيته فقلت : ما هذا الّذي نسبوك فيه إلى الكذب؟ قال : بلغهم قولي : ان هذا
____________________
(١) سماها ابن قتيبة في المعارف / ٢٠٧ ( أم أبيها ) وذكر انها كانت عند عبد الملك بن مروان فطلقها ثمّ تزوجها عليّ بن عبد الله بن عباس فهلكت عنده ، وكان سبب طلاقها انّه عض تفاحة ثمّ رمى بها إليها ـ وكان بعبد الملك بخر ـ فدعت بمدية فقال : ما تصنعين؟ قالت : أميط عنها الأذى ففارقها.
(٢) الكامل ٢ / ٢١٧.