الأمر سيكون في ولدي ، والله ليكوننّ فيهم حتى يملكهم عبيدهم الصغار العيون ، العراض الوجوه ، الّذين كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة » (١).
وقال المبرّد أيضاً : « إنّ عليّ بن عبد الله دخل على سليمان بن عبد الملك ومعه ابنا ابنه أبو العباس وأبو جعفر ـ قال أبو العباس ـ يعني المبرد ـ وهذا غلط لما اذكره لك ، إنّما ينبغي أن يكون دخل على هشام ـ فأوسع له على سريره وسأله حاجته فقال : ثلاثون ألف درهم عليّ تدين ، فأمر بقضائها ، قال له : وتستوصي بابنيّ هذين خيراً ففعل فشكره وقال وصلتك رحم ، فلمّا ولي عليّ قال الخليفة لأصحابه : ان هذا الشيخ قد اختل وأسنّ وخلط فصار يقول : ان هذا الأمر سينتقل إلى ولده فسمع ذلك عليّ فالتفت إليه فقال : والله ليكوننّ ذاك وليملكنّ هذان » (٢).
وذكر أيضاً عن جعفر بن عيسى بن جعفر الهاشمي قال : « حضر عليّ عبد الملك وقد أهدي له من خراسان جارية وفصّ وسيف فقال يا أبا محمّد إنّ حاضر الهدية شريك فيها ، فاختر من الثلاثة واحداً ، فاختار الجارية وكانت تسمى سعدى وهي من سبي الصغد من رهط عجيف بن عنبسة ، فأولدها سليمان وصالحاً ابني عليّ ... وكان عليّ يقول : أكره أن أوصي إلى محمّد ـ وكان سيّد ولده ـ خوفاً من أن أشينه بالوصية. فأوصى إلى سليمان فلمّا دفن عليّ ، جاء محمّد إلى سُعدى ليلاً فقال لها أخرجي اليّ وصية أبي فقالت : إنّ أباك أجلّ من أن تخرج وصيته ليلاً ولكنها تأتيك غداً ، فلمّا أصبح غدا بها عليه سليمان فقال : يا أبي ويا أخي هذه وصية أبيك فقال محمّد : جزاك الله من ابن وأخ خيراً ، ما كنت لأثرّب على أبي بعد موته كما لم أثرّب عليه في حياته » (٣).
____________________
(١) مأخوذ من كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) راجع نهج البلاغة ٢ / ١٤ بشرح محمّد عبده ط الاستقامة.
(٢) الكامل ٢ / ٢١٧.
(٣) الكامل ٢ / ٢٢٠.