٨ ـ ذكر الإبشيهي في المستظرف : « انّ معاوية حبس عن الحسين بن عليّ صلاته ، فقيل له لو وجهت إلى ابن عمك عبد الله بن عباس فإنّه قدم بنحو ألف ألف ، فقال الحسين : وأنّى تقع ألف ألف من عبد الله ، فالله لهو أجود من الريح إذا عصف ، وأسخى من البحر إذا زخر ، ثمّ وجّه إليه مع رسوله بكتاب يذكر فيه حبس معاوية صلاته عنه وضيق حاله ، وانه يحتاج إلى مائة ألف درهم ، فلمّا قرأ عبد الله كتابه انهملت عيناه وقال : ويلك يا معاوية أصبحت لين المهاد رفيع العماد ، والحسين يشكو ضيق المال وكثرة العيال ثمّ قال لوكيله : احمل إلى الحسين نصف ما أملكه من ذهب وفضة ودواب وأخبره انّي شاطرته فان كفاه وإلاّ فاحمل إليه النصف الثاني.
فلمّا أتاه الرسول قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ثقلت والله على ابن عمي ، وما حسبت أنّه يسمح لنا بهذا كلّه » (١).
٩ ـ ذكر الشيخ المقيلي اليمني ( ت ١١٠٨ ) في كتابه العَلَم الشامخ ، قال : « ويحكى ان عبد الله بن عباس ( رضي الله عنهما ) ـ وكان يعد من الأجواد ـ آوى في بعض أسفاره إلى جنب بعض أهل البادية ولم يكن للبدوي غير شاة وهو لا يعرف ابن عباس ، وذبح له الشاة ، فلمّا ارتحل قال لخازنه أعطه بقية ما عندك قال إنها خمسمائة دينار ، قال أعطه إياها ، قال : يكفيك أن تضاعف له قيمة شاته ، قال : هو أجود منا أعطانا كلّ ما يملك ، وأعطيناه بعض ما نملك ، قال : انّه لا يدري من أنت ، قال أنا ابن عباس لكني أدري من أنا » (٢).
____________________
(١) نفس المصدر ١ / ٦٠ ، وقارن زهر الربيع / ٣٢٦ ط بمبئ سنة ١٣٤٢ هـ ، وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٣٤١ تح ـ أحمد أمين ورفيقيه أن القصة كانت مع عبيد الله بن عباس ، وهذا من التصحيف غير المتعمد لتشابه الإسمين في الخط.
(٢) العَلم الشامخ في ايثار الحقّ على الآباء والمشايخ / ٥٧٧ ط مصر سنة ١٣٢٨ هـ ، وروى أبو هلال العسكري في كتابه الكرماء مط الشورى بالفجالة بمصر سنة ١٣٢٦ هـ هذه القصة