قال : والثانية : إنّه كان يسمع حسّ جبرئيل على محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالوحي دوننا.
والثالثة : لمّا أراد الله أن يزوّج كريمته فاطمة من عليّ أمر الحور العين أنّ يتزيّنَّ وأمر طوبى أن تنثر فنثرت الدرّ مثل القِلال ، فكنّ يلقطن وهن يتهادين إلى يوم القيامة ، ويقلن هذه هدايا فاطمة بنت محمّد.
قال : ولمّا فتح النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكة دخلها فإذا هو بصنم لخزاعة على الكعبة يُعبد من دون الله ، فقال النبيّ لعليّ : يا عليّ انطلق بنا حتى نكسر صنم بني خزاعة ـ وكان لبني خزاعة صنم عند الميزاب ـ فانطلقا فلمّا انتهيا إليه ، فقال عليّ ( عليه السلام ) للنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أطمئن لك فترقى عليّ ، ثمّ انحنى عليّ وقال : ارق يا رسول الله ، فوضع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) رجله على كتف عليّ فكاد عليّ يتكسر فاستغاث بالنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وقال : ألا تأنّ يا رسول الله فقد كادت أعضائي يختلف بعضها في بعض ، فرفع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) رجله عن كتف عليّ وقال : يا عليّ ذلك ثقل النبوة ، لو أنّ أمتي اطمأنوا لي لم يُعلوني لموضع الوحي ، ثمّ قال : ولكن أطمئن لك فترقى عليّ ، فاطمأن له فرقى عليٌ وكان طول الكعبة أربعين ذراعاً فقال له النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : يا عليّ هل وصلت؟ قال : يا رسول الله لو أردت أن أمس السماء لمسستها ، فأخذ الصنم فضرب به الصفا فصار إرباً إربا ثمّ وثب إلى الأرض وهو ضاحك ، فقال له ما أضحكك يا عليّ؟ قال : عجبت لسقطتي ولم أجد لها ألما ، قال : وكيف تألم منها ، وإنّما حملك محمّد وأنزلك جبرئيل.
قال : فتاب زمعة الخارجي ووالى عليّاً ( عليه السلام ).
قال محمّد بن حرب ـ أحد رواة الخبر ـ وزادني فيه إبراهيم بن محمّد التميمي عن عبد الله بن داود عنه ـ ميمون بن مهران ـ انّه قال : قال عليّ : لقد رفعني رسول الله يومئذ ، ولو شئت أن أنال السماء لنلتها.