وقد روى الأثبات بعض الشواهد على ذلك ، فقد ذكر الحافظ ابن شهر اشوب مسائل رسول ملك الروم لأبي بكر وجواب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عنه (١).
وروى سبط ابن الجوزي في التذكرة نقلاً عن أحمد في الفضائل مسائل ملك الروم من عمر وعجزه عن الجواب فأجاب الإمام أيضاً عنه حتى قال ابن المسيب راوي الخبر وسيقول عمر ، أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ، كان هو جواب تلك المسائل.
وروى الحافظ ابن شهر اشوب نماذج أخرى عن معاوية في مسائل سأله عنها قيصر فعجز عن الجواب فاحتال في تحصيل الجواب من الإمام بوسائل ملتوية.
هذا في أيام حياة الإمام ، أمّا بعد وفاته فكان مفزعه في ذلك إلى ابن عباس.
فقد روى ابن قتيبة ( ت ٢٧٦ ) في عيون الأخبار (٢) مسائل قيصر من معاوية فعجز عن جوابها فاستعان بابن عباس ، ورواها الفسوي ( ت ٢٧٧ ) في المعرفة والتاريخ (٣) ، وبين روايتيهما بعض التفاوت.
كما رواها المعلم بطرس البستاني ( ت ١٣٠١ هـ ـ ١٨٨٣ م ) في دائرة المعارف (٤) وفي روايته أيضاً بعض التفاوت ، فأنا أذكر الخبر مرتباً منها جميعاً :
قالوا : « كتب قيصر ملك الروم إلى معاوية : سلام عليك أمّا بعد : فأنبأني بأحب كلمة إلى الله ( عزّ وجلّ )؟ وثانية وثالثة ورابعة وخامسة؟ ومَن أكرم عباده عليه؟
____________________
(١) أنظر المناقب ٢ / ١٨٠ ط الحيدرية.
(٢) عيون الأخبار ١ / ١٩٩ ط دار الكتب المصرية.
(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٠ ط الأوقاف ببغداد.
(٤) دائرة المعارف ١ / ٥٨٤.