طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها؟ وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها؟ وعن شجرة نبتت من غير ماء؟ وعن شيء تنفس ولا روح له؟ وعن اليوم وأمس وغد وبعد غد؟ وعن البرق والرعد وصوته؟ وعن المجرة؟ وعن المحو الّذي في القمر؟.
قيل لمعاوية : لست هناك ومتى أخطأت في شيء من ذلك سقطت من عينه ، فاكتب إلى ابن عباس وسله عن تفسيرهن يخبرك عن هذه المسائل. فكتب إليه فأجابه : أمّا الشيء الماء قال الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) (١) وأمّا لا شيء فإنّها الدنيا تبيد وتفنى ، وأمّا دين لا يقبل الله غيره فشهادة أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأمّا مفتاح الصلاة فهو الله أكبر ، وأمّا غرس الجنة فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، وأمّا صلاة كلّ شيء فسبحان الله وبحمده ، وأمّا الأربعة الّذين فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إسماعيل ، وأمّا الرجل الّذي لا أب له فالمسيح ابن مريم ، وأمّا المرأة الّتي ولدت من غير أم فهي حواء ، وأمّا الرجل الّذي لا قوم له فأبونا آدم ( عليه السلام ) ، وأمّا القبر الّذي جرى بصاحبه فهو الحوت الّذي ابتلع يونان وسار به في البحر ، وأمّا قوس قزح فأمان من الله لعباده من الغرق ، وليست بقوس قزح ، وانّما قزح شيطان ، وأمّا البقعة الّتي طلعت عليها الشمس مرة واحدة فهي أرض البحر الّذي انشق قدام بني إسرائيل ( حين انفلق لبني إسرائيل ) ، وأمّا الظاعن الّذي ظعن مرة ولم يظعن قبلها ولا بعدها ، فجبل طور سيناء ، كان بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال ، فلمّا عصت بنو إسرائيل أطاره الله تعالى بجناحين من نور فيه ألوان العذاب ، فنادى مناد : إن قبلتم التوراة كشفته عنكم
____________________
(١) الأنبياء / ٣٠.