والصحيح : أنّ أمير المؤمنين ما بايع إلّا بعد ستة أشهر ، والله أعلم.
وقيل : لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر أقبل أبو سفيان وهو يقول : إنّي لأرى عجاجةً لا يطفئها إلّا دمٌ ، يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم؟
أين المستضعفان؟ أين الأذلّان عليّ والعبّاس؟ ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟ ثمّ قال لعليّ : ابسط يدك أبايعك ، فوالله لئن شئتَ لأملأنّها عليه خيلاً ورجلاً ، فأبى عليّ عليه السلام عليه ، فتمثّل بشعر المتلمّس :
ولن يقيم على خسفٍ يُرادُ |
|
به إلّا الأذلّان عَيْر الحي والوَتَدُ |
هذا على الخَسْفِ معكوسٌ برُمّته |
|
وذا يُشّجّ فلا يبكي له أَحَدُ |
فزجره عليّ وقال : والله إنّك ما أردتَ بهذا إلّا الفتنة ، وإنّك والله طالما بغيت للإسلام شرّاً! لا حاجة لنا في نصيحتك (١).
واستطرد ابن الأثير في ذكر الحوادث والملابسات حول هذا الموضوع بما لا مجال لنقل جميعه هنا.
وجاء تمرّد الخوارج على الإمام عليّ أواخر معركة صفين لتنشأ على أساسه طائفة جديدة في تاريخ المسلمين وهم الخوارج والذين تعدّدت مذاهبهم فيما بعد كما عمّقت أحداث كربلاء الدامية ومقتل السبط الشهيد الحسين بن علي خطّ التشيع والموالاة لأهل البيت عليهم السلام.
هذا عن العامل السياسي أمّا العامل المصلحي المحض فيمكننا الاستشهاد بفرقة الواقفة في أوساط الشيعة.
__________________
١ ـ الكامل في التاريخ ٢ : ٣٢٥ ـ ٣٢٦.