فالشيعة الإمامية يعتقدون باثني عشر إماماً ، والإمام موسى الكاظم هو السابع منهم وحيث إنّه قضى فترة طويلة من حياته في السجون ، فقد نصب له وكلاء لاستلام الحقوق الشرعية فاجتمعت أموال ضخمة عند بعضهم ، فكان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
وهكذا عند غيرهما (١) ، فلما توفّي الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، صعب على هؤلاء أن يتخلّوا عن تلك المبالغ ويضعونها تحت تصرّف الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وهو الإمام المُطاع بعد أبيه الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، ولكي يبرّروا احتفاظهم بالأموال وتصرّفهم فيها ابتدعوا فكرة خلود الإمام الكاظم وأنّه القائِم المُنتظَر وأنكروا موته. وتبعهم على ذلك نفر من الناس وأصبحوا فرقة ضمن الشيعة لكنّهم انقرضوا بعد مدّة من الزمن (٢).
ثالثاً : العامل الخارجي : يسعى أعداء كلّ دين أو تجمّع لتشجيع حالة الاختلاف والانشقاق في ذلك الدين أو المجتمع لإضعاف وحدته وشلّ فاعليته ، ومن ثمّ فهم يعملون على تسريب وترويج الأفكار التي من شأنها تفريق المجتمع الواحد ، كما يجتهدون في تأليب بعض القوى ضد البعض الآخر. ومن ناحية ثانية فإنّ اتساع رقعة الدين وتفاعل مجتمعات جديدة معه يُسبِّب دخول بعض العادات والأفكار والتقاليد غير المألوفة عند الأتباع السابقين فيحصل تعدّد في الفهم والأساليب.
وفي هذا المجال يرصد الباحثون الدور الذي قام به اليهودي شاؤل
__________________
١ ـ الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي : ٧٥.
٢ ـ حياة الإمام موسى بن جعفر للقرشي ٢ : ٢٠٤.