سمعه يتكلّم ولكنّه قال بصلة مباشرة بينه وبين المسيح. وبهذه الدّعوى لم يعد لأحدٍ حقّ في أن يناضله فيما ينشره من تعاليم ما دام يقول إنّه تلقّاها مباشرة من السيّد المسيح.
وفي وسط المحنة التي كان يمرُّ بها المسيحيون استخفّ الطرب المسيحيين عندما رأوا بولس أكبر أعدائهم ينضمُّ إليهم ، وقد تشكّك بعضهم في أمره ولكن ( برنابا ) دافع عنه وأحسن تقديمه إلى هؤلاء ، وبعد أن أعلن بولس فكره الذي يتنافى مع المسيحية الحقيقية نفر منه زملاؤه وتلاميذه ولم يبق معه إلّا تلميذه لوقا (١).
وبولس هو الذي ابتدع عقيدة التثليث ، وكوّن عيسى ابن الله أنزله ليضحّي بنفسه تكفيراً عن خطيئة البشر ، وأمثالها من المعتقدات الجديدة (٢).
ويرى كثير من الباحثين أنّ عداوة بولس للمسيحية هي التي دفعته ليتظاهر بالدخول فيها ليستمرّ في حربها بسلاح جديد ، سلاح التهديم من الداخل (٣).
أمّا في تاريخ الإسلام فيبدوا أنّ خططاً ومؤامرات كثيرة قد وضعت لتصنع بالإسلام ما صنعه بولس ـ شاؤل في المسيحية ، وقد نجد بعضها إلى حدٍّ ما ، في إثارة الخلافات بين المسلمين ، وتشويه بعض معالم الفكر الإسلامي.
__________________
١ ـ المسيحيّة للدكتور أحمد شلبي : ٩٨ ـ ١٠٠.
٢ ـ المصدر السابق : ١٠٤.
٣ ـ المسيحية للدكتور أحمد شلبي : ١١٣.