لتوعية الأُمّة وقيادتها في معركتها المصيرية الحاسمة.
إنّ الأعداء يسعون بكلّ قوّة ونشاط لتصفية الحركات والنشّاطات الثورية في الأُمّة أو لا أقلّ لإضعافها وعزلها عن التفاعل مع جماهير الأُمّة.
وفي مقابل توحّد الأعداء وتعاونهم على ظلمنا والعدوان على استقلالنا وحرّيّاتنا رغم كلّ ما بينهم من اختلافات آيدلوجية وسياسية ومصلحية هل يصحّ لنا نحن المتصدّين للعمل في سبيل الله والذين تجمعنا رابطة الإيمان والجهاد أن نواجه عدونا المتوحّد المتكاتف بصفوف ممزّقة ورايات متصارعة؟!
فمهما كانت أسباب الخلاف وموجباته فإنّ الخطر الذي يحدق بنا من الأعداء يفرض علينا ان نتعاون ونتّحد ونؤجّل خلافاتنا الجانبية والتفصيلية ، وإلّا فوجودنا وديننا ومستقبلنا وأوطاننا كلّ ذلك مهدّد بالفناء والدّمار.
إنّ المعركة والقتال يستوجب التلاحم والتراصّ في مواجهة الأعداء ولذلك يؤكّد ربّنا سبحانه على اتحّاد المؤمنين وتكاتفهم في ميادين الصّراع حتّى يكونوا كالبنيان المرصوص (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) (١).
فالاتحّاد سلاح يتقوّى به من يشهره مؤمناً كان أو كافراً ، والفرقة ضعف تسبّب الهزيمة لمن يعيشها مؤمناً كان أو كافراً وصدق ربّنا سبحانه حيث يقول : (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (٢).
__________________
١ ـ الصف (٦١) : ٤.
٢ ـ الأنفال (٨) : ٤٦.