الشهر والشهرين من حيث المرتبة ، فعلى أيّ مورد تُحمل الأخبار الآمرة بالتحيّض في كلّ شهر سبعاً أو أقلّ أو أزيد؟
وكيف كان ، فلو اجتمع معهما ضعيف وأمكن كونهما حيضاً والضعيف استحاضةً ، حكم به ؛ لعموم ما دلّ على التحيّض بما هو بصفات الحيض ، وإنّما يرجّح الأقوى على القويّ في الفرض السابق لأجل عدم المناص عن جَعْل أحدهما استحاضةً ، فيكون الأضعف أولى بذلك.
هذا ، مع ما عرفت فيه من الإشكال ، والله العالم.
ولو وجد في أحد الدمين صفة وفي الآخر اخرى مع تساويهما في القوّة ولم يمكن التحيّض بمجموعهما ، فعن ظاهر التذكرة أو محتملها التحيّض بالمقدّم ، وحكاه فيها عن الشافعي (١).
قال شيخنا المرتضى رحمهالله : ولم يعلم وجه الترجيح ، ولذا تردّد في النهاية (٢).
أقول : قد عرفت وجهه فيما لو رأت أسودين بينهما أصفر ولم يمكن التحيّض بالمجموع.
لكنّك عرفت أنّ الأوجه إلحاقها بفاقدة التميز لكن بالنسبة إلى واجد الصفة دون فاقدها ، فإنّه علم كونه استحاضةً بمقتضى الأخبار ، فبقي الاختلاط فيما عداه ، والله العالم.
__________________
(١) الحاكي هو المحقّق الكركي في جامع المقاصد ١ : ٢٩٧ ، وكما في كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري ـ : ٢١١ ، وانظر : تذكرة الفقهاء ١ : ٣٠١.
(٢) كتاب الطهارة : ٢١١ ، وانظر : نهاية الإحكام ١ : ١٣٥.