باحتمال كون ما تراه من الدم غير حيض أصلاً.
فالإنصاف أنّه لو قيل : إنّ الأصل في دم النساء لديهنّ على ما هو المغروس في أذهانهنّ هو الحيض بمعنى عدم اعتنائهنّ لسائر الاحتمالات ما لم يكن عن منشأ عقلائيّ مانع من جريان أصالة السلامة ، لم يكن بعيداً ، بل ربما يقرّبه بحيث يكاد يلحق بالبديهيّات ملاحظةُ أخبار متظافرة متكاثرة آمرة بترتيب آثار الحيض برؤية الدم من دون اعتناء بسائر الاحتمالات.
مثل : الأخبار المستفيضة المتقدّمة (١) الدالّة على أنّ ما تراه المرأة قبل العشرة فهو من الحيضة الأُولى ، وما تراه بعدها فهو من الحيضة المستقبلة.
ورواية يونس ، المتقدّمة (٢) الواردة في مَنْ ترى الدم ثلاثة أيّام أو أربعة وترى الطهر ثلاثة أو أربعة ، ورواية (٣) اخرى قريبة منها.
ورواية (٤) أُخرى في مَنْ ترى الدم ساعة والطهر كذلك وهكذا.
وما ورد من تحيّض الحامل بالدم معلّلاً : بأنّه «ربما قذفت المرأة الدم وهي حبلى» (٥).
__________________
(١) في ص ٤٦.
(٢) في ص ٥٢.
(٣) التهذيب ١ : ٣٨٠ / ١١٨٠ ، الإستبصار ١ : ١٣٢ / ٤٥٤ ، الوسائل ، الباب ٦ من أبواب الحيض ، الحديث ٣.
(٤) انظر : قرب الإسناد : ٢٢٥ / ٨٨٠ ، والوسائل ، الباب ٤ من أبواب الحيض ، الحديث ٨.
(٥) التهذيب ١ : ٣٨٦ / ١١٨٨ ، الإستبصار ١ : ١٣٩ / ٤٧٥ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب الحيض ، الحديث ١٠.