اللام على غير المقول له فالتأويل على بعض ما ذكرناه ، نحو : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا) [الأعراف : ٣٨] ، (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) [هود : ٣١] ، وقوله [من الكامل] :
١٤٨ ـ كضرائر الحسناء قلن لوجهها ، |
|
حسدا وبغضا : إنّه لدميم (١) |
السابع عشر : الصيرورة ، وتسمى لام العاقبة ولام المآل ، نحو : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص : ٨] ، وقوله [من الطويل] :
١٤٩ ـ فللموت تغذو الوالدات سخالها ، |
|
كما لخراب الدّور تبنى المساكن |
وقوله [من المتقارب] :
١٥٠ ـ فإن يكن الموت أفناهم ، |
|
فللموت ما تلد الوالده (٢) |
ويحتمله (رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) [يونس : ٨٨] ، ويحتمل أنها لام الدعاء ؛ فيكون الفعل مجزوما لا منصوبا ، ومثله في الدعاء : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) [نوح : ٢٤] ، ويؤيّده أن في آخر الآية (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا) [يونس : ٨٨].
وأنكر البصريون ومن تابعهم لام العاقبة ، قال الزمخشريّ : والتحقيق أنها لام العلّة ، وأن التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة ، وبيانه أنه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّا وحزنا ، بل المحبة والتبنيّ ، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له وثمرته شبّه الداعي الذي يفعل الفعل لأجله ؛ فاللام مستعارة لما يشبه التعليل كما استعير الأسد لمن يشبه الأسد.
الثامن عشر : القسم والتعجّب معا ، وتختص باسم الله تعالى كقوله [من البسيط]:
١٥١ ـ لله يبقى على الأيّام ذو حيد |
|
[بمشمخرّ به الظّيّان والآس](٣) |
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص ٤٠٣ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٦٧ والدرر ٤ / ١٧٠ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٣٦٠ ، ولسان العرب ١٢ / ٢٠٨ مادة (مم).
(٢) البيت من البحر المتقارب ، وهو لخويلد في أساس البلاغة مادة (ملح).
(٣) البيت من البحر البسيط ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في شرح شواهد الإيضاح ص ٥٤٤. وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٧٤ ، في لسان العرب مادة (ظين) ، وتاج العروس مادة (ظين) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ٢٣ ، والجنى الداني ص ٩٨.