الثامن : مرادفة الباء ، نحو : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) (٣) [النجم : ٣] ، والظاهر أنها على حقيقتها ، وأن المعنى : وما يصدر قوله عن هوى.
التاسع : الاستعانة ، قاله ابن مالك ، ومثّله برميت عن القوس ، لأنهم يقولون أيضا : «رميت بالقوس» ، حكاهما الفرّاء ، وفيه ردّ على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك ، إلا إذا كانت القوس هي المرميّة ؛ وحكي أيضا «رميت على القوس».
العاشر : [أن تكون زائدة]
أن تكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة ، كقوله [من الطويل] :
٢٢ ـ أتجزع إن نفس أتاها حمامها |
|
فهلّا الّتي عن بين جنبيك تدفع |
______________________________________________________
محاله ولا يخفاك بعد ما قدرناه أنه لا دليل فيما ذكره ؛ لأن من متعلقة بفعل التقبل فيه ، وفيه ما سلف بتعلق الجار بالمصدر لا بالتقبل على ما مر.
(والثامن) من معانيها (مرادفة الباء نحو : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٤) [النجم : ٣ ـ ٤] (والظاهر أنها) للمجاوزة (على حقيقتها ، أو أن المعنى وما يصدر قوله عن هوى) وكأنه أشار بالتنكير إلى أن أل في الآية جنسية ، فمدخولها في حكم النكرة واستدل بالآية من لم ير الاجتهاد لا نفيا ولا إثباتا ؛ لأن الضمير في أن هو للقرآن.
(والتاسع) من معانيها (الاستعانة) كالباء (قاله ابن مالك ، ومثله برميت عن القوس ؛ لأنهم يقولون أيضا رميت بالقوس حكاهما الفرّاء) ولكن ليس في حكايتهما ما يقتضي الترادف لجواز أن يكون كل من الحرفين على معناه المعروف له ، فرميت بالقوس على معنى أن القوس آلة للرمي فالباء للاستعانة ورميت عن القوس على معنى أصدرت الرماية عن القوس ، فعن للمجاوزة (وفيه) أي : وفيما حكاه الفراء عن العرب من أنه يقال : رميت بالقوس إذا كانت آلة الرمي (رد على الحريري في إنكاره) في «درة الغوّاص» (أن يقال ذلك) أي : رميت بالقوس (إلا إذا كانت القوس هي المرمية ، وحكى) الفراء (أيضا رميت على القوس.
العاشر) من معانيها (أن تكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة كقوله :
أتجذع إن نفس أتاها حمامها |
|
فهلا التي عن بين جنبيك تدفع) (١) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل وهو لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص ٣٢٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٦ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٤. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٤ / ٣١٣.