والرّفع بإضمار «كان» تامّة.
ثم اعلم أن «عند» أمكن من «لدى» من وجهين :
أحدهما : أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني ، تقول : «هذا القول عندي صواب ، وعند فلان علم به» ، ويمتنع ذلك في «لدى» ، ذكره ابن الشجري في أماليه ومبرمان في حواشيه.
والثاني : أنك تقول «عندي مال» وإن كان غائبا ، ولا تقول : «لديّ مال» إلا إذا كان حاضرا. قاله الحريري وأبو هلال العسكري وابن الشجري ، وزعم المعري أنه لا فرق بين «لدى» و «عند» وقول غيره أولى.
وقد أغناني هذا البحث عن عقد فصل لـ «لدن» ول «لدى» في باب اللّام.
______________________________________________________
وبكسر كما هو معروف في لغاتها ، ثم قد تحذف نونه فشابهت حركات الدال الإعراب من جهة تبدلها ، وشابهت النون التنوين من جهة جواز الحذف ، فصار لدن غدوة في اللفظ كرافود خلا فنصب غدوة تشبيها بالتمييز أو تشبيها بالمفعول في نحو ضارب زيدا ، وغدوة بعد لدن لا تكون إلا منونة وإن كانت معرفة أيضا ، إما تشبيها بالتمييز فإنه لا يكون إلا نكرة وإما لأنا لو حذفنا التنوين لم يدر أمنصوبة هي أم مجرورة؟ (والرفع بإضمار كان تامة) تقول : أنا ببابك من لدن غدوة أي : من لدن كانت غدوة (ثم إن عند أمكن من لدى) أي : لها مكنة في التصرف أكثر من لدى فتستعمل في كل موضع تقع فيه لدى ، ولا تستعمل لدى في كل موضع تقع فيه عند وذلك (من وجهين :
أحدهما أنها تكون ظرفا للأعيان) نحو زيد عندي (والمعاني تقول هذا القول عندي صواب ، وعند فلان علم ويمتنع ذلك في لدى) فلا تكون ظرفا للأعيان نحو زيد لدي (ذكره ابن الشجري في «أماليه» ومبرمان) بفتح الراء والميمين وإسكان الموحدة لقب واسمه أبو بكر (في حواشيه.
والثاني أنك تقول : عندي مال وإن كان غائبا ولا تقول لدي مال إلا إن كان حاضرا قاله الحريري) صاحب «المقامات» (وأبو هلال العسكري) بفتح المهملة (وابن الشجري وزعم) أبو العلاء (المعري أنه لا فرق بين لدى وعند ، وقول غيره أولى وقد أغناني هذا البحث) المذكور في هذا المحل المتعلق بلدن ولدى (عن فصل آخر) أعقده (للدن ولدى في باب اللام) والله الموفق للصواب.