ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب.
قال محمّد بن يوسف الكنجيّ الشافعيّ : تشبيهه لعليّ عليهالسلام بآدم في علمه، لأنّ الله تعالى عَلّم آدم صفة كلّ شيء، كما قال عزّ وجلّ : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)،١ فما مِن شيء ولاحادثة ولا واقعة إلّا وعند عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فيها علم، وله في استنباط معناها فهم.
وشبّهه بنوح في حكمه؛ لأنّ عليّاً عليهالسلام كان شديداً على الكافرين رؤوفاً بالمؤمنين، كما وصفه الله في القرآن بقوله : (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).٢ وأخبر الله عزّ وجلّ عن شدّة نوح عليهالسلام على الكافرين بقوله : (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا).٣
وشبّهه في الحلم بإبراهيم عليهالسلام خليل الرحمٰن، كما وصفه الله عزّ وجل بقوله : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)٤ فكان متخلّقاً بأخلاق الأنبياء متّصفاً بصفات الأصفياء.٥
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث آخر : من أراد أن ينظر إلى إسرافيل في هيبته، وإلى ميكائيل في رُتبته، وإلى جبرئيل في عظمته وجلالته، وإلى آدم في علمه وسلمه، وإلى نوح في خشيته، وإلى إبراهيم في خُلّته وسخاوته، وإلى يعقوب في حزنه، وإلى يوسف في جماله، وإلى سليمان في مُلكه، وإلى موسى في
_______________________
١ ـ البقرة / ٣١.
٢ ـ الفتح / ٢٩.
٣ ـ نوح / ٢٦.
٤ ـ التوبة / ١١٤.
٥ ـ كفاية الطالب ١٠٥، ١٠٦.