على البساط. ثم قال : يا ريح، إحملنا فحملتنا الرّيح. قال : فإذا البساط يَدِفُّ بنا دفّاً. ثمّ قال : يا ريح ضَعينا. ثمّ قال : تدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا : لا، قال : هذا موضع أصحاب الكهف والرّقيم، قوموا فسلّموا على إخوانكم. قال : فقمنا رجلاً رجلاً فسلّمنا عليهم، فلم يردّوا علينا، فقام عليّ بن أبي طالب فقال : السلام عليكم، معاشر الصّدّيقين والشّهداء، قال : فقالوا : علك السلام ورحمة الله وبركاته. قال : فقلت : ما بالهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ عليهالسلام : ما بالكم لم تردّوا على إخواني؟ فقالوا : إنّا معاشر الصّدّيقين والشّهداء لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّاً أو وصيّاً. قال : يا ريح احملينا، فحملتنا تدفّ بنا دفّاً. ثمّ قال : يا ريح ضعينا، فوضعهم فإذا نحن بالحرّة، قال : فقال عليّ : نُدرك النّبيّ صلىاللهعليهوآله في آخر ركعة، فطوينا وأتينا وإذا النّبيّ صلىاللهعليهوآله يقرأ في آخر ركعة (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا).١
ومساواته مع موسى عليهالسلام : أكرم موسى بشير وشبير، وأكرم عليّاً بشبر وشبير، وهما الحسن والحسين عليهماالسلام. وجرّ موسى الحجر من رأس البئر لمّا ورد ماء مَديَن وكان يجرّ الحجرَ أربعون رجلاً. وعلىّ جرّ الحجر من عين راجوما وكانت مائة رجل قد عجزت عن قلعه. ويأتي ذكره في لقب «قالع الصخرة».
و (قَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي)٢. قال محمّد صلىاللهعليهوآله لعليّ : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، بنقل الفريقين.
ومساواته مع يوشع عليهالسلام : رُدّت عليه الشّمس، وعليّ عليهالسلام ردّت عليه الشمس غير مرّة، بقول الفريقين. وروى هذا الحديث أهل المذاهب الأربعة، وهذه المنقبة
_______________________
١ ـ المناقب لابن المغازليّ ٢٣٣؛ تفسير الثعلبيّ ٦ / ١٥٦؛ إحقاق الحقّ ٤ / ٩٨؛ العمدة لابن البطريق ٣٧٣؛ نهج الإيمان ٢١٤.
٢ ـ الأعراف / ١٤٢.