ويشمله قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).١
وممّا يؤسف له أنّ خصوم أهل البيت حرّفوا هذا الحديث النبويّ الشريف فحذفوا كلمة «عترتي» ووضعوا مكانها كلمة «سُنّتي» دفعاً لآل محمد صلىاللهعليهوآله وتبريراً لتمسّكهم ـ حسب زعمهم ـ بالسُّنّة وتركهم العترة الطاهرة.
المطلب الأساسيّ في هذا الحديث هو أنّ الثقلين لايقبلان التفكيك بينهما فلا يتيسّر الأخذ بأحدهما دون الآخر كما قيل : «حسبنا كتاب الله». وهذا هو المفهوم من الحديث لا الإخبار بأنّهما لايختلفان، ولا يفترقان، ولا يقع بينهما الجدال، فهذا أمر ضروريّ لم يحتج إلى البيان. والخبر برمّته متّفق عليه بين العامّة والخاصّة.
وقال الحاكم الحسكانيّ بإسناده في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا) عن عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام، عن آبائه عن عليّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مَن أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ عليّاً، وليأتمّ بالهداة من ولده.
وعنه أيضاً وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : نحن حبل الله الّذي قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا)، فالمستمسك بولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام المستمسك بالبرّ، فمن تمسّك به كان مؤمناً ومن تركه كان خارجاً من الإيمان.٢
وقال زين الدين عليّ بن يوسف بن جبر بإسناده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة نودي : أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود
_______________________
١ ـ الكهف / ١٠٣ ـ ١٠٤.
٢ ـ شواهد التنزيل ١ / ١٦٨، ١٦٩.