وذكر بعضُ أصحابه الجنّةَ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ لواءاً من نور، وعموداً من زبرجد، خلقها قبل أن يخلق السّماوات بألفَي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللّواء : «لا إلٰه إلّا الله، محمّد رسول الله، آل محمّد خير البريّة، صاحب اللّواء إمام القوم». فقال عليّ عليهالسلام : الحمد الله الّذي هدانا بك وكرّمنا وشرّفنا، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله يا عليّ، أمَا علمتَ أنّ مَن أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله معنا، وتلا هذه الآية، (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ).١
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : خير رجالكم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد.٢
وعن معاوية بن عمار الدّهنيّ قال : حدّثني أبو الزبير قال : قلت لجابر : كيف كان عليّ فيكم؟ قال : ذاك من خير البشر، ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا ببغضهم عليّاً.٣
وفي قوله تعالى : (أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال مجاهد : هم عليّ وأهل بيته ومُحبّوهم.٤
وقال جمال الدّين الزرنديّ : قال ابن عبّاس : لمّا نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامه راضين مَرْضيّين. ٥
_______________________
١ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٤٧٠.
٢ ـ تاريخ دمشق الكبير ١٤ / ١٧٢؛ تاريخ بغداد ٥ / ١٥٧.
٣ ـ فردوس الأخبار ٣ / ٦٢، ٨٩؛ كفاية الطالب ٢١٥؛ الفصول المهمّة ١٢٥؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٢٨٦.
٤ ـ تذكرة الخواصّ ١٨.
٥
ـ نظم درر السمطين ٩٢؛ الصواعق المحرقة ١٦١؛ النور المشتعل ٢٧٣؛ الدرّ المنثور