يخصف نعله. فقال لي : ما قيمة هذا النعل؟ فقلت : لا قيمة لها، فقال عليهالسلام : واللهِ لَهي أحبّ إليّ من إمرتكم، إلّا أن أُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً.١
وقد صرّح بذلك في كثير من كلماته الّتي أفصح بإيراد صورها ومعانيها. قال عليهالسلام : واللهِ لَدُنياكم هذه أهوَن في عيني من عراق خنزير في يدٍ مجذوم.٢
وعنه عليهالسلام قال : فواللهِ ما كنزتُ من دنياكم تِبراً، ولا أدّخرت من غنائمها وفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طِمراً، ولا حُزت من أرضها شِبراً.٣
وعن ابن أبي الحديد، قال : أقسم عليّ عليهالسلام، أنّه ما كنز ذهباً، ولا ادّخر مالاً، ولا أعدّ ثوباً سملاً لبالي ثوبَية فضلاً عن أن يعدّ ثوباً قشيباً، كما يفعله النّاس في إعداد ثوب جديد ليلبسوه عوض الأسمال الّتي ينزعونها، ولا حاز من أرضها شبراً.٤
وعن أبي مريم، قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : يا عليّ إنّ الله تعالى زيّنك بزينةٍ لم يزيّن العباد بزينة هي أحبّ إليه منها، زهّدك فيها وبغّضك لها، وحبّب إليك الفقراء، فرضيت بهم أتباعاً، ورضوا بك إماماً.
يا عليّ طوبى لمن أحبّك وصدّق بك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك. أمّا مَن أحبّك وصدّق بك فإخوانك في دينك وشركاؤك في جنّتك، وأمّا مَن أبغضك وكذب عليك فحقيق على الله تعالى يوم القيامة أن يُقيمه مقام الكذّابين.٥
_______________________
١ ـ نفس المصدر، الخطبة ٣٢.
٢ ـ نفس المصدر، الخطبة ٢٣٥.
٣ ـ نفس المصدر، الخطبة ٤٥.
٤ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ / ٢٠٥.
٥
ـ المناقب للخوارزميّ ١١٦؛ المناقب لابن المغازليّ ١٠٥؛ كفاية الطالب ١٦٦؛ الرياض