تعالى قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال ما يعمّ، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال : واللهِ ما أرزأكم من مالكم شيئاً، وإنّ هذه لَقطيفتي الّتي خرجتُ بها من منزلي من المدينة ما عندي غيرها.١
وعن الأرقم قال : رأيت عليّاً عليهالسلام وهو يبيع له سيفاً في السّوق ويقول : مَن يشتري منّي هذا السيف؟ فوالّذي فلق الحبّة لطالما كشفتُ به الكروب عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعتُه.٢
وعن الحسين بن عليّ عليهالسلام قال : لمّا كان يوم الجمل فتواقفنا، فما لبث أهل البصرة أن انهزموا، فقال : أمير المؤمنين عليهالسلام ألَا لا تُتبِعوا مُدبِراً ولا تُذفِفُوا على جريحٍ، ومن أغلق بابه فهو آمَنٌ.
قال : فلمّا انقضى أمر النّاس دخل بيت المال فرأى فيه البُدَرَ من الذّهب والفضّة فأنشأ يقول :
صَلْصِلِي صِلْصالكِ |
|
فلستُ من أشكالِكِ |
ثمّ قسمه من وقته بين النّاس بالسّويّة، ثمّ رشّه وقال : إشهَد عند الله لي أنّي لم أدّخِرْ عن المسلمين شيئاً.٣
وقال عليهالسلام في كتابه لعثمان بن حُنيف : ولو شئتُ لَاهتديتُ الطّريقَ إلى مُصفّى هذا العسل ولُباب هذا القمح ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ١٣٠ ـ ١٣١؛ الرياض النضرة ٢ / ٢١١؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ١٩٧ ـ ٢٠٢.
٢ ـ الرياض النضرة ٢ / ٢٢٠؛ المناقب للخوارزميّ ١٢١؛ حلية الأولياء ١ / ٨٣، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٩.
٣ ـ تيسير المطالب ٩٤، ٩٣.