الجَهد والضعف استعبرت فبكت حتّى سالت الدموع على خدّيها، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة، إنّ لكرامة الله عزّ وجلّ إيّاك زوّجك من أقدمهم سِلماً، وأكثرهم عِلماً، وأعظمهم حِلماً، إنّ الله تعالى اطّلع اطّلاعة إلى الأرض فاختارني منهم، فبعثني نبيّاً، ثمّ الطّلع اطّلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إليّ أن أزوّجه إيّاك وأتّخذه وصيّاً.١
وعن عبد الله بن عبّاس وعبّاس بن عبد الملك قالا : كنّا جالسين عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فسلّم، فردّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله، وبَشَّ به، وقام إليه واعتنقه وقبّل بين عينيه، وأجلسه عن يمينه، فقال العبّاس : أتحبّ هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عمّ رسول الله، اللهُ أشدّ حبّاً له منّي، إنّ الله تعالى جعل ذرّيّة كلّ نبيّ في صُلبه، وجعل ذرّيّتي في صُلبه.٢
وعن ابن عمر قال : كان لعليّ بن أبي طالب ثلاث، لو كان لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس : تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية، وآية النجوى.٣
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّما أنا بشر مثلكم، أتزوّج فيكم وأُزوّجكم، إلّا فاطمة فإنّه نزل تزويجها من السّماء.٤
وعن عبد لله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ : إنّ الله عزّ وجلّ زوّجك فاطمة وجعل صَداقها الأرض، فمَن مشى عليها مبغضاً لك مشىٰ
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ١١٢؛ الفصول المهمّة ٢٩٦؛ ذخائر العقبى ١٣٦؛ المناقب لابن المغازليّ ١٠١.
٢ ـ كفاية الطالب ٦٩.
٣ ـ نفس المصدر ١١٨.
٤ ـ مقتل الحسين للخوارزميّ ١ / ١٢٥.