واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزّ وجلّ، فكان أبي عليهالسلام أوّل من استجاب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآله وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل : (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ...)١، فرسول الله الذي على بيّنة، وأبي الّذي يتلوه، وهو شاهد منه.٢
وعن عبّاد بن عبد الله الأسديّ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : ما أحد من قريش إلّا وقد نزلت فيه آية وآيتان. فقال له رجل : وما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟ قال : فغضب، ثمّ قال : أمَا واللهِ لو لم تِسألني على رؤوس القوم ما حدّثتك به. ثمّ قال له : هل تقرأ سورة هود؟ ثمّ قرأ (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) رسول الله صلىاللهعليهوآله على بيّنة مِن ربّه، وأنا الشاهد منه.٣
وقال الحاكم الحسكانيّ بإسناده : وكان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في الرُّحبة، فقام إليه رجل، فقال : يا أمير المؤمنين، أرأيت قول الله تعالى : (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) ؟ فقال عليّ عليهالسلام : والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ما جَرَت المَواسي على رجل من قريش إلّا وقد نزلت فيه من كتاب الله آية أو آيتان، ولَأن تعلموا ما فرض الله لنا على لسان النّبيّ الأمّيّ أحبّ إليّ مِن ملء الأرض فضّة، وإنّي لَأعلم أنّ القلم قد جرى بما هو كائن، أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنّ فيكم كمثل سفينة نوح في قومه، ومثل باب حِطّة في بني
_______________________
١ ـ هود / ١٧.
٢ ـ كتاب الولاية لابن عقدة الكوفيّ ١٨٣.
٣ ـ النور المشتعل ١٠٦ ـ ١١١؛ تفسير الطبريّ ١٥ / ٢٧٢، ١٢ / ١١؛ تفسير الدرّ المنثور ٣ / ٣٢٤؛ كفاية الطالب ٢٠٥؛ الجامع لأحكام القرآن ٩ / ١٦ تفسير البحر المحيط ٥/٢١١.