وأخرجه العرف من الأخوّة، ومنازل هارون من موسى أشياء :
منها أنّه كان أخاه لأبيه وأمّه، وهي منتفية بالعرف.
ومنها : أنّه كان شريكه في النّبوّة.
ومنها : أنّه كان أحبّ قومه إليه.
ومنها : أنّه كان ممّن شدّ الله به أزره.
ومنها : أنّه كان مفترض الطاعة على أمّته وخليفته على قومه.
ومنها : أنّه كان وزيره من أهله.
وأمّا السّبب والخلافة بقوله تعالى : (وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ).١
وأمّا كونه شريكاً في النبوّة وغيرها بقوله تعالى : حاكياً عن موسى عليهالسلام (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)٢ فأجابه الله تعالى (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)٣. والسلطان هو الحجّة بدليل قوله تعالى في سورة الرحمٰن (لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)٤ يعني بحجّة. وقد وصفهما الله تعالى أنّهما ومن اتّبعهما الغالبون، وأجابه أيضاً سبحانه وتعالى بقوله عزّ وجلّ : (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ).٥
وإذا كانت هذه المنازل ثابتة لهارون من أخيه موسى بمحكم الكتاب العزيز
_______________________
١ ـ الأعراف / ١٤٢.
٢ ـ طه / ٢٩ ـ ٣٢.
٣ ـ القصص / ٣٥.
٤ ـ الرحمٰن / ٣٣.
٥ ـ طه / ٣٦ ـ ٣٧.