معه في المواقف كلّها. وروى عن قتادة أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كان صاحب لواء رسول الله صلىاللهعليهوآله في كلّ مشهد.
وقال أيضاً : قال ابن عبّاس : لعليّ عليهالسلام أربع خصال : أوّل عربيّ وعجميّ صلّى مع النّبيّ صلىاللهعليهوآله، وهو الّذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، وهو الّذي صبر يوم مِهراس انهزم النّاس كلّهم غيره، وهو الذّي غسله وهو الّذي أدخله في قبره.١
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي : هذا عليّ أخي في الدّنيا والآخرة، وحامل لوائي في الدّنيا، وحامل لواء الحمد غداً يوم القيامة، وهذا عليّ وصيّي وقاضي عداتي، والذائد عن حوضي المنافقين.٢
وقال المحبّ الطبريّ : عن جابر بن سمرة أنّهم قالوا : يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال : مَن عَسىٰ أن يحملها يوم القيامة إلّا من كان يحملها في الدّنيا؟ عليّ بن أبي طالب.٣
وقال الذيّال بن حرملة : سمعت صعصعة بن صوحان يقول : لمّا عقد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أخرج لواء رسول الله صلىاللهعليهوآله، ولم ير ذلك اللّواء مذ قُبض رسول الله صلىاللهعليهوآله، فعقده ودعا قيس بن سعد بن عُبادة فدفعه إليه، واجتمعت الأنصار وأهل بدر، فلمّا نظروا إلى لواء رسول الله صلىاللهعليهوآله بَكَوا فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة :
_______________________
١ ـ كفاية الطالب ٣٠٠، ٣٠١؛ المناقب للخوارزميّ ٥٨؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١١١؛ شواهد التنزيل ١ / ١١٨، رقم ١٢٨؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ / ١١٧. المهراس : صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، وقد يعمل منها حياض للماء وقيل : المهراس في هذا الحديث اسم ماء بـ (أُحد).
٢ ـ شرف النّبيّ ٢٩٢؛ أمالي الصدوق ٣١١؛ ينابيع المودّة ١/٢٤٢.
٣ ـ الرياض النّضرة ٢/١٧٢؛ كنز العمّال ٦/٢٩٨، وقال أخرجه الطبرانيّ؛ كفاية الطالب ٣٠١؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٠٠.