كناية : (هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ)، ١ قال : صراط عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٢
وعن أبي يُريدة في قول الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، قال : صراط محمّد وآله عليهمالسلام.٣
وقال زين الدّين عليّ بن يوسف جبر : قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ)،٤ الصّراط المستقيم هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في هذه الآية، يعني الصّراط إلى الله سبحانه وتعالى، كما يقال : فلانٌ باب السّلطان، إذا كان به يُوصَلَ إلى السّلطان. والصّراط هو الطريق الواضح، فعليّ عليهالسلام حينئذ هو الطّريق الواضح إلى الله تعالى، وإذا كان طريقه واضحاً كان طريق من خالفه جائراً غير واضح، لاستحالة وجود الحقّ في جهتين مختلفين.٥
وعن يوسف بن محمّد وعليّ بن محمّد بن يسار، عن أبويهما، عن الحسن ابن عليّ العسكريّ عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، قال : أدِم لنا توفيقك الّذي به أطعناك في ماضي أيّامنا حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا. والصّراط المستقيم هو صراطان : صراط في الدّنيا، وصراط في الآخرة. وأمّا الصّراط المستقيم في الدّنيا فهو ما قَصُر عن الغلوّ وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يَعْدِل إلى شيء مِن الباطل، وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة الّذي هو مستقيم، لا يَعْدِلون عن الجنّة إلى النّار ولا إلى غير النّار سوى الجنّة.
_______________________
١ ـ الحجر / ٤١.
٢ ـ شواهد التنزيل ١ / ٧٨؛ الطرائف ٨٢.
٣ ـ تفسير الثعلبيّ ١ / ١٢٠؛ شواهد التنزيل ١ / ٧٤.
٤ ـ الأنعام / ١٥٣.
٥ ـ نهج الإيمان ٥٤٣.