وعن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصّراط، فقال : هو الطريق إلى معرفة الله عزّ وجلّ، وهما صراطان : صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. وأما الصّراط الّذي في الدّنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدّنيا اقتدى بهداه مرّ على الصّراط الّذي هو جسر جهنّم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدّنيا زلّت قدمه عن الصّراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم.١ والصراط هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السّيف.
هذه الأحاديث تدل على أنّ السير على خطّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ومنهجه هو الصّراط المستقيم، وأنّ الانحراف عن خطّه ومنهجه هو ـ في الواقع ـ انحراف عن صراط الله المستقيم، وانزلاق إلى الهاوية والضّلالة، وقد جعل الله تعالى المرور على الصّراط يوم القيامة مشروطاً بحبّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والاعتقاد بإمامته وولايته والعمل بطريقته.
وقال الموفّق بن أحمد الخوارميّ في مناقبه : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنّة، وفوقه عرش ربّ العالمين، ومن سَفْحه تتفجّر أنهار الجنّة، وتتفرّق في الجنان، وهو جالس على كرسيّ من نور يجري بين يديه التّسنيم، لا يجوز أحد الصراطَ إلّا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يُشرف على الجنّة فيُدخل محبّيه الجنّة، ومبغضيه النّار.٢
_______________________
١ ـ معاني الأخبار ٣٢، ٣٣.
٢
ـ المناقب للخوارزميّ ٧١، ٣٢٠؛ الصواعق المحرقة ١٢٦؛ الرياض النضرة ٢ / ١٢٢، ٢٠٣؛ ذخائر العقبى ٧١؛ جواهر العقدين ٢ / ٣٧١؛ حلية الأولياء ١ / ٣٤١؛ ذكر الأخبار إصبهان ١ / ٣٤٢؛ لسان الميزان ١ / ٥١؛ ميزان الاعتدال ١ / ٢٨؛ فرائد السّمطين ١ / ٢٩٢، ٢ / ٢٥٦؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٤٢، وفيه : نُصب الصّراط على شفير جهنّم