بين الجنّة والنّار، وأنا الميزان، فالصّراط والميزان متّحدان في المعنى بكلا معنييهما، وإنّما يختلفان بالاعتبار، وأمّا الميزان فإنّه موضوع لكلّ ما يوزن ويقاس به الشّيء.
وعلى هذا أُطلق الميزان على يعسوب الدّين وسيّد الموحّدين، وقائد الغرّ المحجّلين عليّ بن أبي طالب، لأنّ بولايته عليهالسلام توزن الأعمال، فإنّه عليهالسلام المعيار والمقياس في جميع الشّؤون الإنسانيّة، فبعدله توزن عدالة الحكّام والأمراء، وبزهده يوزن زهد الزّهّاد والصّلحاء، ولذلك جاء في الزيّارة المأثورة : السّلام عليك يا ميزان الأعمال ومقلّب الأحوال.
وقال الحكيم المتألّه الفيض الكاشانيّ في علم اليقين : قال مولانا عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا الصّراط الممدود بين الجنّة والنّار، وأنا الميزان.١
وفي أمالي الصدوق في حديث طويل، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : يا عليّ، أنت مِنّي بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى ـ إلى أن قال صلىاللهعليهوآله ـ يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرَف الأبرار من الفجّار.٢
وعن أبي ذرّ قال : ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلّف عن الصّلاة، والبغض لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٣
_______________________
١ ـ علم اليقين ٢ / ٩٦٧.
٢ ـ أمالي الصدوق ٤٧، ٤٨، ٨١.
٣
ـ المستدرك للحاكم ٣ / ١٢٩؛ شرف النّبيّ ٢٧٠؛ الصواعق المحرقة ١٢٢؛ نظم درر السمطين ١٠٢؛ أنساب الأشراف ٢ / ٩٦؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ / ٨٣، ١١٠؛ تذكرة الخواصّ ٢٨؛ الرياض النّضرة ٢ / ١٩٠؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٢ / ١٩٨؛ كتاب الولاية للطبريّ ٥٨؛ مطالب السؤول ٨٣؛ فرائد السّمطين ١ / ٣٦٥؛ المناقب