وعن الحاكم الحسكانيّ بإسناده قال : وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي ...) نزلت في النبيّ وعليّ، زوّج فاطمة عليّاً وهو عمّه ابن عمّه وزوج ابنته، كان نسباً وصهراً.

وقال أيضاً : سمعت ابن سيرين يقول : (فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا) قال : هو عليّ ابن أبي طالب.١

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا عليّ أُعطيتَ ثلاثاً لم يجتمعنَ لغيرك : مصاهرتي، وزوجك، وولديك، والرابعة : لولاك ما عُرف المؤمنون.٢

وقال الثعلبيّ بإسناده : وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا)٣ نزلت في النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ بن أبي طالب، زوّج فاطمة عليّاً، وهو ابن عمّه، وزوج ابنته كان نسباً وكان صهراً.٤

نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء، والمراد من الماء نور النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي كان قبل خلق الخلق، ثمّ أودعه في صُلب آدم عليه‌السلام، ثمّ نقله من صُلب إلى صُلب إلى أن وصل صُلب عبد المطلّب، فصار جزءين : جزء إلى صلب عبد الله فوَلَد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله، وجزء إلى صلب أبي طالب فوَلَد عليّاً عليه‌السلام، ثمّ ألّف النكاح فزوّج عليّاً بفاطمة عليهما‌السلام فولد حسناً وحسيناً.٥

وعن أنس، قال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فغَشِيَه الوحي، فلمّا أفاق قال لي : يا أنس، أتدري ما جاءني به جبرئيل عليه‌السلام من عند صاحب العرش؟ قلت : بأبي وأمّي، ما جاءك به جبرئيل؟ قال : قال : إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة من عليّ ،

_______________________

١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٥٣٨.

٢ ـ الرياض النّضرة ٢ / ١٧٣.

٣ ـ الفرقان / ٥٤.

٤ ـ تفسير الثعلبيّ ٧ / ١٤٢؛ شواهد التّنزيل ١ / ٥٣٨؛ الفصول المهمّة ٢٨؛ فرائد السّمطين ١ / ٣٧٠ رقم ٣٠١؛ الصواعق المحرقة ١٦٢؛ الذرّيّة الطاهرة ٩٣ ـ ٩٧.

٥ ـ ينابيع المودّة ١ / ٣٥٦؛ المناقب لابن المغازليّ ٨٨؛ تذكرة الخواصّ ٥٢.