فانطَلِقْ فدعُ لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار.
قال : فانطلقتُ فدعوتهم له، فلمّا أن أخذوا مجالسهم، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحمد الله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الّذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد. ثمّ إنّ الله جعل المُصاهَرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشّج بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه وتعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا).١
وقال عليّ عليهالسلام : ولي أسماء في القرآن مَن عرفها فقد عرفها : أنا صهر محمّد صلىاللهعليهوآله، قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا).٢
وقال سبط ابن الجوزيّ : وقيل لمعاوية بن أبي سفيان : إنّه لا يتمّ لك الأمر إلّا بعمرو بن العاص، فإنّه دُوَيهة العرب، فكتب إليه يستدعيه ويستعطفه ويعده المواعيد إن هو وافقه على قتال أمير المؤمنين عليهالسلام ويذكر ما جرى على عثمان، فكتب إليه عمرو : أمّا بعد فإنّي قرأت كتابك وفهمته، فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهوّن معك في الضّلالة وإعانتي إيّاك على الباطل، واختراط السيف في وجه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله ووليّه ووصيّه، وواررثه وقاضي دَينه، ومنجز وعده، وصهره على ابنته سيّدة نساء العالمين، وأبو السِّبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٣٦؛ نظم درر السمطين ١٨٥، ١٨٦؛ الرياض النّضرة ٢ / ١٤٥.
٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٤٢٣.