كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قَلَع هُبَل من فوق الكعبة، وكان عظيماً جدّاً، وألقاه إلى الأرض١.
ومن كلامه عليهالسلام حول قلع وكسر الأصنام بيده عند فتح مكّة، في قصّة صعود عليّ عليهالسلام علىٰ منكب النّبيّ صلىاللهعليهوآله ما رواه عنه الحفّاظ والمحدّثون وصحّحوه، أنّه قال :
انطلقتُ مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلاً حتّى أتينا الكعبة، فقال لي : «إجلس»، فجلست فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله علىٰ منكبي، ثمّ نهضت به، فلمّا رأىٰ ضعفي قال : «إجلس»؛ فجلست، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله وجلس لي فقال : «إصعد إلى منكبي»، ثمّ صعدت عليه، ثمّ نهض يي حتّى أنّه لَيُخيَّل إليّ أنّي لو شئتُ نِلتُ أفق السّماء. وصعدتُ على البيت فأتيت صنم قريش ـ وهو تمثالُ رجل من صفر أو نحاس ـ فلم أزل أعالجة يميناً وشمالاً وبين يديه وخلفه حتّى استمكنتُ منه. قال : ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «هيه هيه» وأنا أعالجه، فقال لي : «إقذفه»، فقذفته فتكسّر كما تكسّر القوارير، ثمّ نزلت، فانطلقنا نسعى حتّى استترنا بالبيوت، خشية أن يعلم بنا أحد، فلم يُرفَع عليها بعد.٢
روى أحمد بن حنبل، وأبو بكر الخطيب في كتابيهما، بالإسناد عن نعيم بن حكيم المدائنيّ، قال : حدّثني أبو مريم، عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : انطلق بي رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الأصنام، فقال صلىاللهعليهوآله : إجلس، فجلست إلى جنب الكعبة، ثمّ صعد رسول الله صلىاللهعليهوآله على منكبي، ثمّ قال لي : إنهض بي إلى الصنم، فنهضت فلمّا رأى ضعفي قال لي : إجلس، فنزل وجلس، فقال لي : يا عليّ، إصعد على
_______________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١؛ السيرة الحلبيّة ٣ / ٢٩، (فتح مكّة شرّفها الله تعالى)؛ معارج النبوّة، الركن الرابع ١٩٩ ـ ٢٠٠.
٢ ـ نهج الإيمان ٦٠٩؛ خصائص النسائيّ ١٦٥.