عليّ، ولكنّ الله تعالى سدّ أبوابكم وفتح باب عليّ.١
ومنها : أنّه نظيره في النّور قبل خلق آدم بأربعة آلاف عام، وكان التسبيح والتقديس يصدر منهما لله عزّوجلّ. عن زاذان عن سلمان، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نوراً بين يَدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق آدم قسم ذلك النّور جزءين، فجزء أنا، وجزء عليّ. وفي رواية : خلقت أنا وعليّ من نور واحد.٢
ومنها : أنّه نظيره في استحقاق الإمامة، لأنّه يستحقّها على طريق استحقاق النّبيّ صلىاللهعليهوآله للنبوّة سواء، بدليل قوله تعالى لإبراهيم عليهالسلام : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي) (٣) إلى غير ذلك من الأمور الّتي شابهه وناظره فيها.
فانظر إلى مرتبة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، أمر الله تعالى نبيّه صلىاللهعليهوآله بالمؤاخاة بين أصحابه، فلم يجد فيهم غير عليّ عليهالسلام يصلح لأخوّته، لأنّه نظيره في النّسب، ولآية التطهير المصرّحة بعصمته، ولآية : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ) المبيّنة لإمامته، ولكونه نفسه في قوله تعالىٰ : (نَدْعُ ...)، يوم المباهلة، وتأديته التبليغ في سورة براءة، ولاستطراق مسجده جُنُباً وفتح بابه إلى المسجد دون أبواب الناس.
_______________________
١ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٤٨، ١٤٩؛ خصائص النّسائيّ ٦٨ ـ ٧٥، رقم ٣٨؛ المناقب للخوارزميّ ٣٢٠، ٣٢٧؛ المناقب لابن مغازليّ ٢٥٤ ـ ٢٦٢؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٢٩، ٣٦٩؛ ذكر أخبار إصبهان ١ / ٢٩١؛ مطالب السؤول ٨٣، ٨٤؛ تذكرة للخواصّ ٤١؛ تاريخ البغداد ٧ / ٢٠٥؛ فرائد السمطين ١ / ٢٠٨؛ نظم درر السمطين ١٠٨؛ سنن البيهقيّ ٧ / ٦٥؛ ذخائر العقبى ٦٧؛ تاريخ دمشق ٢٣ / ١٠٥ ـ ١٠٩؛ نهج الإيمان ٤٣٥ ـ ٤٤٧؛ الطرائف ٦٠ ـ ٦٣؛ العمدة لابن البطريق ١٧٥ ـ ١٨٥.
٢ ـ فردوس الأخبار ٢/٣٠٥، رقم ٢٧٧٦؛ المناقب للخوارزميّ ١٤٥؛ المناقب لابن المغازليّ ٨٨؛ كفاية الطالب ٢٨٠ ـ ٢٨٤؛ تذكرة الخواصّ ٤٦؛ الرياض النّضرة ٢/١٦٤؛ ميزان الاعتدال ١/٢٣٥.
٣ ـ البقرة /١٢٤.