المرسلين، فشيء لايخفى على الأمّة بل العالم عامّة، وإنّما تشيّدت مباني الدّين، وثبتت قواعده، وظهرت معالمه، ورُفع لواؤه بسيف مولانا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وإنّ الفتوح بأجمعها كانت على يده، ولم يبرز إليه أحد إلّا قتله.
وفي الرواية، أنّه عُرف قتلى عليّ عليهالسلام مِن قتلى المسلمين، أنّه ليس في المقتول إلّا ضربة واحدة من عليّ عليهالسلام، ومن قتلى المسلمين في الواحد منهم خمس ضربات إلى ستّ ضربات، وهو الّذي قلع باب خيبر بيده وجعله جسراً، واجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلبوه فلم يقدروا، وكان يفتحه يردّه عشرون رجلاً.
قال الخطيب الخوارزميّ عن جابر، قال : حمل عليّ عليهالسلام باب خيبر يومئذٍ، فجُرّب بعده فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً.١
وقال عليهالسلام : ما قلعتُ باب خيبر بقوّة جسمانيّة، بل بقوة ربّانيّة.٢
وقال ابن أبي الحديد : أمّا القوّة والأيْد، فبه يُضرب المثل فيهما، قال ابن قتيبة في المعارف : ما صارع أحداً قطّ إلّا صرعه.٣
وقال ابن الأثير : كان عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام، أشجع النّاس، لأنّ ضربات عليّ عليهالسلام، كانت مُبتَكرات لا عَواناً، أي، أنّ ضربته كانت بِكراً، يقتل بواحدة منها لايحتاج أن بعيد الضربة ثانياً، يقال : ضَرْبَةٌ بِكر.٤
وقال أيضاً : إنّ عليّاً عليهالسلام حمل على عسكر المشركين، فما زالوا يبقّطون، أي
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ١٧٢؛ وانظر تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٥؛ فرائد السّمطين ١ / ٢٦١.
٢ ـ شرح المواقف ٨ / ٣٧١.
٣ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١.
٤ ـ النّهاية في غريب الحديث ١ / ١٤٩ «بكر».