العالم نموذجاً منها في يَوم بدر وأحد حيث انهزم المسلمون، وبقي عليّ عليهالسلام وحده يحارب بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ويذبّ عنه أعداءه مِن جميع أطرافه ونواحيه، حتى نزل جبرئيل عليهالسلام قائلاً :
لا سيف إلّا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلّا علي١ |
وقال أيضاً : لمّا دعا الإمام عليّ عليهالسلام معاوية في صفّين إلى المبارزة ليستريح النّاس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو : لقد أنصَفَك، فقال له معاوية : ما غَشَشتَني منذ نصحتني إلّا اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق، أراك طمعت في إمارة الشام بعدي!!٢
وقال الفقيه الشافعي ابن مغازليّ : كان المشركون إذا بَصُروا بعليّ عليهالسلام في الحرب عَهِد بعضُهم إلى بعض.٣
وقال الراغب : قيل : كانت قريش إذا رأت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في كتيبة تَواصَت خوفاً منه.٤
وقال الأبشيهيّ : وقال بعض العرب : ما لَقِينا كتيبة فيها عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إلّا أوصىٰ بعضنا إلى بعض.٥
وشجاعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أشهر من أن تذكر، وهو صاحب راية رسول الله صلىاللهعليهوآله، وفاتح خيبر، وشهرته ببدر وأحد وغيرها من
_______________________
١ ـ نفس المصدر ١ / ٩، ٢ / ٢٣، ٢٠٧ ـ ٣١١؛ تاريخ الطبريّ ٣ / ١٧؛ المناقب للخوارزميّ ١٦٧؛ المناقب لابن المغازليّ ١١٧، ١٨١؛ الفصول المهمّة ٥٧؛ ذخائر العقبى ٧٣؛ وقعة صفّين ٤٧٨؛ فرائد السّمطين ١ / ٢٥١.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢٠، ٥ / ٢١٧؛ محاضرات الأدباء ١ / ١٣١.
٣ ـ المناقب لابن مغازليّ ٧٢.
٤ ـ محاضرات الأدباء ٣ / ١٣٨.
٥ ـ المستطرف ١ / ١٩.